رسالة المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً بكم في مدونتي الخاصة والتي تعنى ببحوثي وخواطري ، آمل أن تجدوا فيها ما يفيدكم ويسعدكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم / جبر البجالي




الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

رسالة مواساة لأحد الإخوة الفضلاء أرسل لي قصيدة حزينة فكتبت له هذه الرسالة .


سم الله الرحمن الرحيم

الأخ العزيز الأستاذ / الشريف محمد بن حمود الحازمي                             سلمه الله

                                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته                وبعد

فقد قرأت قصيدتكم الموسومة بـ( بخيبة ظن) وفهمت منها أن لك قرابةً ظلموك وأكلوا شيئاً من أموالك، وتنكروا لجميلك، وقصروا في حقك مع أنك كنت سباقاً إلى الإحسان إليهم ولم يقدروا لك إحسانك ، وأنه شق عليك صنيعهم ذلك؛ لأنه كما قيل:

ظلم ذوي القربى أشد مضاضةً          على المرء من وقع الحسام المهند

 وأن الذي يمنعك من مقاطعتهم، والانتقام منهم هو ما يربطك بهم من قرابة .

وأقول: هذا دليلٌ على كرمك وشاهدٌ على نبل شيمتك، وأنت أهلٌ لذلك الخلق الرفيع نحسبك كذلك والله حسيبك ونزكي على الله أحداً ، إلا أنني مع ذلك كله شعرت أنك متحسر على ما حصل لك من قرابتك كما ارتسم ذلك على قصيدك وقد تأثرت بها عندما قرأتُها وأردت أن أشاركك في تأثرك وأعزيك في مصيبتك وأهنيك على كرمك ونبل شيمتك وأذكر نفس وإياك بقدوتنا وحبيبنا محمد بن عبدالله r عندما أتاه الرجل الذي يقول: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي، فيقول: له المصطفى r : (( إن كنت صادقاً فكأن ما تسفهم الملّ ـ أي الرماد الحارـ ولايزال معك عليهم من الله ظهير مادمت على ذلك))  وهذا هو المأمول فيك ، وهو ما عرفته عنك أنك ممن يقدي بالنبي r ظاهراً وباطناً .

ولا أذهب بك بعيداً إذا قلت: إن أولى الناس باتباع النبي r هم ذريته ونسله، ومن تسلسلوا من نسبه الشريف ، وأهل بيته الطاهر، والذي نتقرب إلى الله عز وجل بحبهم وحفظ وصية رسول الله r فيهم ، ونُكِنُ لهم المودة والمحبة بما يتفق مع كتاب الله وسنة رسول الله r ولا نغلوا فيهم كما غلت الشيعة في علي بن أبي طالب وذريته tم أجمعين، أو كما فعلت غلات الصوفية الذين غلوا في حب النبي r فابتدعوا في دين الله مالم يأذن به الله ولم يرتضيه رسول الله r ولم يفعله الصحابة رضوان الله عليهم ولا القرون المفضلة ولا صالح سلف هذه الأمة المتمسكين بالكتاب والسنة ظاهراً وباطناً، والذي نحسبك منهم إن شاء الله .

كما نبرأ إلى الله من غلو الغالين الذين غلو في النبي r  فأحدثوا الموالد البدعية وما يحصل فيها من المنكرات، كالرقص، والمدائح البدعية، ودعاء النبي r من دون الله،  وادعاء أن النبي r يكلمهم، ويُكشَفُ بينهم وبينه، ويزعمون أن ذلك من كمال حب النبي r، وتالله إن كمال حب النبي r  هو في متابعته على سنته والتمسك بهديه وعدم لابتدع في دينه ، فقد جاء في حديث افتراق الأمم أن جميع تلك الفرق كلها في النار إلا واحدة قيل: منهم يا رسول الله ؟ قال: (( من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي )) ولاشك أن النبي r وأصحابه tم لم يقيموا عيداً لميلاده r ولم يحدث ذلك إلا بعد انقضاء القرون المفضلة وفي القرن الخامس تقريباً .

ونعوذ بالله من انتحال المبطلين الذين لم يحفظوا وصية رسول الله r  في أهل بيته بل نصبوا لبعضهم العداوة وألصقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته التهم الباطلة .

كما نعوذ بالله من جهل الجاهلين الذين لا يعرفون لأهل بيت رسول الله r حقهم ولم يقدروا لهم قدرهم .

وما عَلِمَ أولئك أن نسب رسول الله r أفضل الأنساب ، وأن كل نسبٍ مقطوعٍ إلا نسب رسول الله r كما جاء بذلك الخبر عن عمر بن الخطاب t عندما خطب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب والتي هي بنت فاطمة بنت رسول الله r .

إلا أنه من المؤسف أن بعض الأشراف المنتسبين إلى البني r، جعلوا من النسب الشريف طريقاً إلى التعالي على الناس والتكبر عليهم مما حدى ببعضهم أن يمنعوا بناتهم من الزواج من غير الأشراف، ونسوا أو تناسوا أن النبي r زوج أبنت عته زينب بنت جحش بزيد ابن حارثة مولى رسول الله r، ونسوا قوله r (( سلمان منها أهل البيت )) وهو فارسي إلى غير  ذلك .

فنحن مع محبتنا لهم لا نقرهم على الخطأ ولا نوافقهم عليه ، ونبرأ إلى الله من ذلك كله .

أخي الفاضل: هذه كُلِيمَاتٍ جرني إليها قراءتي لتلك القصيدة المشار إليها وما لمست فيها من مشاعر الأسى، وحرقة الجفى ، ومضاضة الظلم ، فما كان فيها من صوابٍ فمن الله، وما كان فيها من خطأ، أو تقصير أو زلل، أو غُلُوٍ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله بريئان من ذلك، وأستغفر الله من ذلك؛ فإن معتقدي في أهل البيت معتقد أهل السنة والجماعة وما خالف ذلك فإني أتوب إلى الله منه وارجع إلى الحق، والله  أعلم وصلى على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


أخوكم ومحبكم في الله


جبر بن عطيه فرج البجالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق