رسالة المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً بكم في مدونتي الخاصة والتي تعنى ببحوثي وخواطري ، آمل أن تجدوا فيها ما يفيدكم ويسعدكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم / جبر البجالي




الجمعة، 2 سبتمبر 2016

الإيمان بالرسل بحث فصلي قدمته أيام الدراسة في الجامعة .


 

المملكة العربية السعودية

  وزارة التعليم العالي

    جامعة أم القرى

     كلية الشريعة

 

 

 

العقيدة

بحث في وجوب الإيمان بالرسل

 

 

يقدم  لمدرس المادة

الدكتور : عبد الشكور العروسي حفظه الله

 

 

 

 

 

 


 

                                          إعداد الطالب : جبر بن عطيه فرج البجالي

                                              الرقم الجامعي : 42000500

                           

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وجوب الإيمان بالرسل

        يحب علينا الإيمان برسل الله جميعا ، وبرسالتهم ، وأن لانفرق بينهم فمن فرق بين رسل الله ، فآمن ببعضهم ، وكفر بالآخرين أو صدق بعضهم وكذب بعضا ، كان من الكافرين [1]

        والإيمان برسل الله متلازم ، من كفر بواحد منهم فقد كفر بالله تعالى وبجميع الرسل عليهم السلام ، كما قال تعالى : {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [ البقرة : 285] [2]

        قال: ابن سعدي رحمه الله : " يخبر تعالى عن يمان الرسول والمؤمنين معه وانقيادهم وطاعتهم وسؤالهم مع ذلك المغفرة ، فأخبر أنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وهذا يتضمن الإيمان بجميع ماأخبر الله به عن نفسه ، وأخبرت به عنه رسله من صفات كماله ونعوت جلاله على وجه الإجمال والتفصيل ، وتنزيهه عن التمثيل والتعطيل وعن جميع صفات النقص ، ويتضمن الإيمان بالملائكة الذين نصت عليهم الشرائع جملة وتفصيلاً وعلى الإيمان بجميع الرسل والكتب ، أي : بكل ما أخبرت به  الرسل وتضمنته الكتب من الأخبار ولأوامر والنواهي . [3]

        كما يجب علينا أن نعتقد بأنهم أكمل الخلق علما وعملا ، وأصدقهم وأكملهم أخلاقا وأن الله سبحانه خصهم بفضائل لايلحقهم فيها أحد وأنه عصمهم ونزههم عن الكذب والخيانه والكتمان والتقصير في التبليغ ، وعن الكبائر كلها والصغائر  على .[4] وجه العمد .

1. يجب الإيمان بأنبياء الله ورسله على الإحمال والتفصيل:

ومعناه  : والإيمان بأن الله عزوجل أرسل رسلا ، وأنبياء لايعلم عددهم وأسماءهم إلا الله تعالى الذي أرسلهم . قال جلّ وعلا : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْك} [سورة  غافر : 78 ] .

   والمدكورون في القرآن الكريم من الأنبياء والرسل خمسة وعشرون  ، وهم : آدم ، ونوح ، وادريس ، وصالح ، وابراهيم ، وهود ، ولوط ، ويونس ، واسماعيل ، واسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، واليسع وذو الكفل ، وداود ، وزكريا ، وسليمان، وإلياس ، ويحيى  ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أحمعين .

   فهؤلاء الرسل والأنبياء يجب الإيمان بهم وبرسالتهم تفصيلا . بمعنى أن الإنسان لو عرض عليه واحد منهم ، لم ينكر نبوته ولا رسالته و،إن كان رسولا . فمن أنكر نبوة واحد منهم أو أنكر رسالة من بعث منهم برسالة .كفر [5]

2. الثناء على المؤمنين بهم :

   وقد أثنى الله على المؤمنين بالأنبياء والمرسلين بقوله تعالى : )وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [سورة النساء : 152].

3.ذم الكافرين بهم :

   وقد ذم الله الكافرين بهم في كتابه فقال تعالى : { )إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً} [سورة النساء : 150،151]

4. عدّ الإيمان بهم من أركان الإيمان :

   لقد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بارسل من أركان الإسلام في حديث جبريل والذي رواه عمر بن الخطاب فقال : صلى الله عليه وسلم ( الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) رواه مسلم

   الإيمان بالرسل أحد أصول الإيمان ؛ لأنهم الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ رسالاته وإقامة حجته على خلقه ، والإيمان بهم يعني التصديق براسلتهم والإقرار بنبوتهم وأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله ، وقد بلغوا الرسالات وبينوا للناس مالايسع أحداً جهله . [6]

5. الأمر بالإيمان بما أُ توا لتضمنه اللإيمان بهم :

        وقد أمر الله بالإيمان برسوله وبما أتاه الله من النور وقرنه بالإيمان به سبحانه وتعالى فقال : {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [سورة التغابن : 8 ]

        قال: بن سعدي رحمة في تفسير هذه الآية : " أمر بما يعصم من الهلكة والشقاء ، وهو الإيمان بالله ورسوله وكتابه ، وسماه الله نوراً ، فإن النور ضد الظلمة ، ومافي الكتاب الذي أنزله الله من الأحكام والشرائع والأخبار ، أنوار يهتدى بها في ظلمات الجهل المدلهمة ، ويمشى بها في حندس الليل البهيم ، (...) والإيمان بالله ورسوله وكتابه ، يقتضي الجزم التام واليقين الصادق بها ، والعمل بمقتضى ذلك التصديق ، من امتثال الأوامر واجتناب النواهي " [7]

        وقال : ابن عثيمين رحمه الله : الإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور :

الأول : الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى ، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع . كما قال الله تعالى : { )كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [ سورة الشعراء:105] فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذبوه ، وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا محمداً صلى الله على وسلم ولم يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مريم غير متبعين له أيضاً لاسيما وأنه قد بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم .

الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه  مثل: محمد وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ونوح . عليهم الصلاة والسلام (...) أما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالاً قال الله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ }[سورة  غافر: 78] .

الثالث:  تصديق ماصحَّ عنهم من أخبارهم .

الرابع : العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم ، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس قال تعالى : {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [سورة النساء:65].

        ثم قال رحمه الله : وللإيمان بالرسل ثمرات جليلة منها :

        محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم ، والثناء عليهم بما بليق بهم ، لأنهم رسل الله تعالى ، ولأنهم قاموا بعبادته ، وتبليغ رسالته والنصح لعباده . [8]

        ومما أُ توا السنة الثابتة عنهم القولية والقعلية والتقريرية  لأن سنة النبي دخلة فيما آتاه الله فسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم داخلة في القرآن الذي آتاه الله كما قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [سورة الحشر : 7].

قال : بن سعدي رحمه الله: " وهذا شامل لأصول الدين وفروعه ، ظاهره وباطنه ، وأن ماجاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه ، ولاتحل مخالته ، أن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى ، لارخصة لأحد ولاعذرله في تركه ، ولايجوز تقديم قول أحد على قوله " . [9]

وقال تعالى { وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} قالا: ابن سعدي رحمه الله :  أي : علم  القرآن وعلم السنة  المشتمل على علم الأولين والآخرين . [10]

 

 

 

 

 

 

 




[1] الإيمان حقيقته وأركانه ونواقضه : محمد نعيم ياسين ، ص : 49 .
[2] مختصر معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ، الشيخ حافظ الحكمي ، ص : 200 .
[3] بفسير بن سعدي ، ص 120 الطبعة الجديدة فى مجلد واجد ، ط 1420هـ
[4] الإيمان حقيقته وأركانه ونواقضه : محمد نعيم ياسين ، ص :49 .
[5]الإيمان حقيقته وأركانه ونواقضه : محمد نعيم ياسين ، ص :47 .
[6] الأرشاد إلى صحيح الإتقاد ، صالح الفوزان ، ص : 152 .
[7] بفسير بن سعدي ، ص 867 الطبعة الجديدة فى مجلد واجد ، ط 1420هـ
[8] شرح ثلاثة الأصول ، محمد بن صالح بن عثيمين ، ص 95 .
[9] بفسير بن سعدي ، ص851 الطبعة الجديدة فى مجلد واجد ، ط 1420هـ
[10] المصدر السابق ص 862 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق