رسالة المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً بكم في مدونتي الخاصة والتي تعنى ببحوثي وخواطري ، آمل أن تجدوا فيها ما يفيدكم ويسعدكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم / جبر البجالي




الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

ترجمة الإمام الشافعي ؛ بحث صفي قدمته أثناء دراسة السنة النهجية للماجستير .


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين  

أما بعد: فقد قال رسول الله r :( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) وقد وجد الفقه في أيام التشريع الأولى فقد كان النبي r هو المعلم وهو الفقيه المفتي ، ثم تلقى ذلك عنه الصحابة الذين تفرقوا في الأمصار الإسلامية بعد ذلك ؛ فأخذ كل مصر عن الصحابة الذين سكنوا ذلك المصر .

        وقد اتخذ الفقه التجاهين عرفة بعد ذلك بالمذارس الفقهية :-

        أ/مدرسة آهل الرأي بالعراق : التي انحدرت من فقه ابن مسعود t حتى حمل لواءها: أبا حنيفة ، النعمان بن ثابت (150هـ) الذي تلقى الفقه عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود t .

        ب/ مدرسة أهل الحديث : والتي انحدرت من فقه ابن عمر وغيره من الصحابة y : حتى حمل لواءها: مالك بن أنس الأصبحي أمام دار الهجرة (179هـ) الذي أخذ فقهه عن نافع عن ابن عمر وغيره من فقهاء المدينة ، ثم تتلمد عليه الإمام الشافعي، وكان ينسب في بداية الأمر إلى مذهب الإمام مالك حتى استقد بأصول جمع فيها بين مدرسة أهل الرأي ،ومديسة أهل الحديث  خالف فيها مالك , ثم تتلمذ عليه الأمام أحمد بن حنبل ، حتى  استقل أيضاً بأصول كونت مذهبه .

        والإمام الشافعي هو الإمام الوحيد الذي دون أصول مذهبه بنفسه ، فاختصر على أصحابه الطريق ، وكفاهم مؤنة الاسنباط أصوله من نصوصه وفتاواه كما هو الحل عند الحنفية والمالكية  .

                       الامام الشافعي (150- 204هـ )

 محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد ابن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب الإمام عالم العصر ناصر الحديث فقيه الملة أبو عبد الله القرشي، المطلبي الشافعي

يلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف ولد بغزة  سنة 150هـ ، مات أبوه إدريس وهوصغيراً فنشأ محمد يتيما في حجر أمه فخافت عليه الضيعة فتحولت به إلى مكة وهو ابن عامين فنشأ بمكة وأقبل على الرمي حتى فاق فيه الأقرانه وصار يصيب من عشرة أسهم تسعة أو بالعشرة عشرة.

 ثم أقبل على العربية والشرع فبرع في ذلك وتقدم  ثم حبب إليه الفقه فساد أهل زمانه    

 وأخذ العلم بمكة عن مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة وداود ابن عبد الرحمن العطار وعمه محمد بن علي بن شافع - فهو ابن عم العباس جد الشافعي - وسفيان بن عيينة وفضيل بن عياض وغيرهم.       

وقد تأهل للفتيا وهو ابن خمس عشرة سنه بعد أن أذن له شيخه مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة آن ذاك حين رأى نه تأهل للفتيا .

ثم ارتحل وهو ابن نيف وعشرين سنة وقد أفتى وتأهل للإمامة إلى المدينة فحمل عن مالك بن أنس الموطأ عرضه من حفظه وقيل من حفظه لأكثره ، لازم الإمام مالك حتى مات سنة (179هـ) .

ثم رحل إلى اليمن وتولى فيها بعض الأعمال ،والتقى هناك بعمر بن أبي سلمة صاحب الإمام الأوزاعي فأخذ عن فقه شيخه ، ثم التقى بيحيى بن حسان صاحب الليث بن سعد فأخذ عنه فقهه

ثم أخذ إلى بغداد في عام 184هـ متهماً بالسعي اللخروج مع العلويين على الخلافة العباسية ثم ظهرت براءته فعى عنه هارون الرشيد ووصله بعدها بخير ، وكان لمحمد بن الحسن الشيباني في ذلك دور لمكانته المرموقة عند العباسيين ومنهم هارون الرشيد ، ثم أتيحت له الفرصة فأخذ عن محمد بن الحسن فقيه العراق ولازمه وحمل عنه وقر بعير.

وصنف التصانيف ودون العلم ورد على الأئمة متبعا الأثر وصنف في أصول الفقه وفروعه وبعد صيته وتكاثر عليه الطلبة ومن أشهرهم :-   

1ـ حدث أحمد بن حنبل صاحب المذهب الحنبلي .

  وأبو ثور، إبراهيم بن خالد الكلبي .

 3ـ وحسين بن علي الكرابيسي .

4ـ والحسن بن محمد الزعفراني .

5ـ وأبو يعقوب يوسف البويطي .

 6ـ أبو إبراهيم إسماعيل ابن يحيى بن إسماعيل المزني .

 7ـ والربيع ابن سليمان المرادي .

وإبراهيم بن المنذر . وخلق سواهم .

 وقد أفرد الدارقطني كتاب لمن له رواية عن الشافعي في جزأين وصنف الكبار في مناقب هذا الإمام قديما وحديثا

ونال بعض الناس منه غضا فما زاده ذلك إلا رفعة وجلالة ولاح للمنصفين أن كلام أقرانه فيه بهوى ..

ثنــــــــاء العلماء عليه :-

    قال المزني: ما رأيت أحسن وجها من الشافعي رحمه الله وكان ربما قبض على لحيته فلا يفضل عن قبضته.     

قال الحميدي: سمعت الشافعي يقول كنت يتيما في حجر أمي ولم يكن لها ما تعطيني للمعلم وكان المعلم قد رضي مني أن أقوم إذا غاب وأخفف عنه     

وعن الشافعي قال: كنت أكتب في الاكتاف والعظام وكنت أذهب إلى الديوان فأستوهب الظهور فأكتب فيها.   

قال أحمد بن ابراهيم الطائي: حدثنا المزني سمع الشافعي يقول حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر . 

قال الميموني : سمعت أحمد بن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا أحدهم الشافعي.     

وقال ابنه عبد الله : قلت لأبي أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له قال يا بني كان كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فهل لهذين من خلف أو منهما عوض  .

قال أبو زرعة:  سمعت قتيبة بن سعيد يقول مات الثوري ومات الورع ومات الشافعي وماتت السنن ويموت احمد ابن حنبل وتظهر البدع .

قال أحمد بن حنبل: من طرقٍ عنه إن الله يقيض للناس في رأس كل مئة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب قال فنظرنا فإذا في رأس المئة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المئتين الشافعي .

 وقال أحمد: ما أحد مس محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة

وقال إسحاق بن راهويه : ما تكلم أحد بالرأي وذكر جماعة من أئمة الاجتهاد إلا والشافعي أكثر اتباعا منه وأقل خطأ منه .

 توفي الشافعي سنة 204هـ .

 

أبو ثور ( 170 -240هـ )

إبراهيم بن خالد الكلبي  الإمام الحافظ الحجة المجتهد مفتي العراق أبوثور البغدادي الفقيه ويكنى أيضا أبا عبدالله . ولد سنة 170هـ .

سمع من سفيان بن عيينة وعبيدة بن حميد وأبي معاوية الضرير ووكيع بن الجراح  وأبي عبدالله الشافعي وطبقتهم.

حدث عنه أبو داود وابن ماجة وأحمد بن الحسن الصوفي وأبو القاسم البغوي ومحمد بن اسحاق السراج ومحمد بن صالح العكبري وخلق سواهم .

ثنــــــــاء العلماء عليه :-

قال أبو بكر الأعين: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ سفيان الثوري .

وقال النسائي: ثقة مأمون أحد الفقهاء.    

وقال أبو حاتم بن حبان : كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وورعا وفضلا صنف الكتب وفرع على السنن وذب عنها رحمه الله تعالى.   

ذكره الخطيب وأثنى عليه وقال: كان أبو ثور يتفقه أولا بالرأي ويذهب إلى قول العراقيين حتى قدم الشافعي فاختلف إليه ورجع عن الرأي إلى الحديث .

قال عبدالرحمن بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن أبي ثور فقال لم يبلغني عنه إلا خير إلا أنه لا يعجبني الكلام الذي يصيرونه في كتبهم.     

وقال أبو حاتم : يتكلم بالرأي فيخطئ ويصيب ليس محله محل المسمعين في الحديث      قال الذهبي :قلت بل هو حجة بلا تردد .

مات في صفر سنة 240هـ

                      الكرابيسي  ( 170- 248هـ )  

 العلامة فقيه بغداد أبو علي الحسين بن علي بن يزيد البغدادي صاحب التصانيف ولد في بغداد سنة 170هـ.   

سمع إسحاق الأزرق ومعن بن عيسى ويزيد بن هارون ويعقوب ابن إبراهيم وتفقه

بالشافعي.       

روى عنه عبيد بن محمد البزاز ومحمد بن علي فستقه.      

ثنــــــــاء العلماء عليه :-

قال الذهبي : كان من بحور العلم ذكيا فطنا فصيحا لسنا تصانيفه في الفروع والأصول تدل على تبحره إلا أنه وقع بينه وبين الإمام أحمد فهجر لذلك ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب وشتمه .

وكان قد قال القرآن لفظي به مخلوق فبلغ قوله أحمد فأنكر عليه وقال هذه بدعة. فقال في أحمد: أي شيء نعمل بهذا الصبي إن قلنا مخلوق قال بدعة وإن قلنا غير مخلوق قال بدعة فغضب لأحمد صحابه ونالوا منه.  

وقال أحمد: إنما بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها وتركوا الآثار .

 قال ابن عدي: سمعت محمد بن عبدالله الصيرفي الشافعي يقول لتلامذته اعتبروا بالكرابيسي وبأبي ثور فالحسين في علمه وحفظه لا يعشره أبو ثور فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب مسألة اللفظ فسقط وأثنى على أبي ثور فارتفع للزومه للسنة .

قال الذهبي : ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرره في مسألة التلفظ وأنه مخلوق هو حق لكن أباه الإمام أحمد لئلا يتذرع به إلى القول بخلق القرآن فسد الباب لأنك لا تقدر أن تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هو كلام الله .

مات الكرابيسي سنة 248هـ وقيل سنة 245هـ وقيل سنة 240هـ.     


                             الزعفراني (173 -260هـ )     

الإمام العلامة شيخ الفقهاء والمحدثين أبو علي الحسن بن محمد البغدادي الزعفراني يسكن محله الزعفراني . ولد سنة 173هـ .  

سمع من سفيان بن عيينة وأبي معاوية الضرير وإسماعيل بن علية وعبيدة بن حميد ووكيع بن الجراح وعبدالوهاب الثقفي وأبي عبدالله الشافعي وخلق كثير .     

قرأ على الشافعي كتابه القديم ، وكان مقدماً في الفقه والحديث ثقة جليلا عالي الرواية كبير المحل.

حدث عنه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي والقزويني وزكريا الساجي وأبو العباس بن سريج وإمام الأئمة ابن خزيمة وأبو عوانة الإسفراييني وعمر بن بجير وأبو القاسم البغوي وأبو محمد بن صاعد وأبو بكر بن زياد ومحمد بن مخلد والقاضي المحاملي وأبو سعيد بن الأعرابي وعدد كثير .    

ثنــــــــاء العلماء عليه :-

قال النسائي: ثقة .

وقال ابن حبان: كان أحمد بن حنبل وأبو ثور يحضران عند الشافعي وكان الحسن بن محمد الزعفراني هو الذي يتولى القراءة عليه .    

قال الذهبي: قلت كان الزعفراني من الفصحاء البلغاء .

وقال : قال الزعفراني : فقرأت عليه الكتب كلها إلا كتابين كتاب المناسك وكتاب الصلاة .

قال أحمد بن محمد بن الجراح: سمعت الحسن الزعفراني يقول لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي قال لي من أي العرب أنت قلت لست بعربي وما أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية قال فأنت سيد هذه القرية .

يقول المزني: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد نبطيا ينتحي علي حتى كأنه عربي وأنا نبطي فقيل: له من هو قال: الزعفراني .

توفي أبو علي الزعفراني سنة 260هـ .


                                 البويطي (- 231هـ )     

الإمام العلامة سيد الفقهاء أبو يعقوب يوسف بن يحيى المصري البويطي صاحب الإمام الشافعي لازمه مدة وتخرج به وفاق الأقران .

وحدث عن ابن وهب والشافعي وغيرهما     

روى عنه الربيع المرادي وإبراهيم الحربي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وأبو محمد الدارمي وأبو حاتم وقال هو صدوق . وآخرون.

ثنــــــــاء العلماء عليه :-       

قال الذهبي: كان إماما في العلم قدوة في العمل زاهداً ربانياً متهجداً دائم الذكر والعكوف على الفقه .

وقال: بلغنا أن الشافعي قال ليس في أصحابي أحد أعلم من البويطي .

وقال الربيع المرادي: كان البويطي أبدا يحرك شفتيه بذكر الله وما أبصرت أحدا أنزع بحجة من كتاب الله من البويطي .

قال ابن خزيمة : كان محمد بن عبدالله بن عبدالحكم أعلم من رأيت بمذهب مالك فتنازع ابن عبدالحكم والبويطي مجلس الشافعي فقال البويطي أنا أحق به منك وقال الآخر كذلك فجاء الحميدي وكان بمصر فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف ليس أحد من أصحابي أعلم منه ، فقال ابن عبدالحكم كذبت قال بل كذبت أنت وأبوك وأمك وغضب ابن عبدالحكم ، فجلس البويطي في مكان الشافعي , وكانت أعظم حلقة في المسجد فكان البويطي يصوم ويتلو غالبا في اليوم والليلة ختمة مع صنائع المعروف إلى الناس .

وسُعيَ بالبويطي حتى كتب فيه ابن أبي دواد إلى والي مصر فامتحنه فلم يجب وكان الوالي حسن الرأي فيه فقال له قل فيما بيني وبينك قال إنه يقتدي بي مئة ألف ولا يدرون المعنى ،وقد أمربه أن يحمل إلى بغداد في أربعين رطل حديد .    

قال الربيع وكان المزني ممن سعى به وحرملة وكان البويطي يقول بريء الناس من دمي إلا ثلاثة حرملة والمزني وآخر.

توفي البويطي في قيده مسجونا بالعراق في سنة 231هـ.  

                             المزني (175-264هـ)   

الإمام العلامة فقيه الملة علم الزهاد أبو إبراهيم، إسماعيل ابن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم المزني المصري تلميذ الشافعي ولد سنة 175هـ .

حدث عن الشافعي وعن علي بن معبد بن شداد ونعيم بن حماد وغيرهم .وهو قليل الرواية ولكنه كان رأساً في الفقه .

حدث عنه إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة وأبو جعفر الطحاوي وأبو نعيم بن عدي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو الفوارس بن الصابوني وخلق كثير من المشارقة والمغاربة .

وامتلأت البلاد بـمختصره في الفقه وشرحه عدد من الكبار حتى إنه يقال:كانت البكر لابد أن يكون في جهازها نسخة من مختصر المزني.

ثنــــــــاء العلماء عليه :-

قال الذهبي : كان زاهداً عالماً مناظراً محجاجاً غواصاً على المعاني الدقيقة صنف كتبا كثيرة الجامع الكبير و الجامع الصغير والمنثور والمسائل المعتبرة و الترغيب في العلم وكتاب الوثائق .

قال الشافعي: المزني ناصر مذهبي ، وكان يقول أنا خلق من أخلاق الشافعي .

قال الذهبي: بلغنا أن المزني كان إذا فرغ من تبييض مسألة وأودعها مختصرة صلى لله ركعتين ، وبه انتشر مذهب الإمام الشافعي في الأفاق .

وأقول: قد فعل مثل مافعل البخاري, ولهذا وضع له القبول كما وضع للبخاري .   

قال الذهبي : وبلغنا أن المزني رحمه الله كان مجاب الدعوة ذا زهد وتأله .

يقال: كان إذا فاتته صلاة الجماعة صلى تلك الصلاة خمسا وعشرين مرة .

وكان يغسل الموتى تعبدا واحتسابا وهو القائل تعانيت غسل الموتى ليرق قلبي فصار لي عادة وهو الذي غسل الشافعي رحمه الله .     

 قال ابن أبي حاتم: سمعت من المزني يقول: هو صدوق .   

وقال أبوسعيد بن يونس:  ثقة كان يلزم الرباط .

توفي في رمضان سنة 264هـ .

 
                        الربيع بن سليمان المرادي(174-270هـ )    

الربيع بن سليمان ابن عبد الجبار بن كامل الإمام المحدث الفقيه الكبير بقية الأعلام أبو محمد المرادي مولاهم المصري المؤذن صاحب الإمام الشافعي وناقل علمه وشيخ المؤذنين بجامع الفسطاط ومستملي مشايخ وقته ، ولد سنة 174هـ .     

سمع عبد الله بن وهب وبشر بن بكر التنيسي وأيوب بن سويد الرملي ومحمد بن إدريس الشافعي ويحيى بن حسان وعدد كثير . ولم يكن صاحب رحلة .

حدث عنه أبو داود وابن ماجة والنسائي وأبوعيسى بواسطة في كتبهم والواسطة الذي في الجامع هو محمد بن إسماعيل السلمي ومنهم أبو زرعة وأبو حاتم وابن أبي دواد وأبو جعفر الطحاوي وأبو بكر بن زياد النيسابوري وعبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد بن هارون الروياني وأبو عوانة الإسفراييني وخلق كثير من المشارقة والمغاربة .

ثنــــــــاء العلماء عليه :-

قالك الذهبي : طال عمره واشتهر اسمه وازدحم عليه أصحاب الحديث ونعم الشيخ كان أفنى عمره في العلم ونشره ولكن ما هو بمعدود في الحفاظ وإنما كتبته في التذكرة ولكن لإمامته وشهرته بالفقه والحديث قال النسائي وغيره لا باس به .

وقال أبو سعيد بن يونس وغيره:  ثقة .

وروي عن الشافعي: أنه قال للربيع لو أمكنني أن أطعمك العلم لأطعمتك، وقال أيضا الربيع راوية كتبي .      

وقال أبو عمر بن عبد البر: ذكر محمد بن إسماعيل الترمذي أسماء من أخذ عن الربيع كتب الشافعي ورحل إليه فيها من الآفاق فسمى نحومئتي رجل .

وقال أبو عمر: وكانت الرحلة إليه في كتب الشافعي وكانت فيه بالإجماع .    

قال الذهبي: قدكان من كبار العلماء ولكن ما يبلغ رتبة المزني كما أن المزني لا يبلغ رتبة الربيع في الحديث .

وقد روى أبو عيسى: في جامعه عن الربيع بالإجازة وقد سمعنا من طريقه المسند للشافعي انتقاه أبوالعباس الأصم من كتاب الأم وإلا فالشافعي رحمه الله لم يؤلف مسندا

توفي سنة 270هـ.     


                 الكرابيسي

8 الحسين بن علي بن يزيد أبو علي البغدادي الكرابيسي أخذ الفقه عن الشافعي .

وكان أولا على مذهب أهل الرأي قال ابن عدي وله كتب مصنفة ذكر فيها اختلاف الناس في المسائل وكان حافظا له وذكر في كتبه أخبارا كثيرةوقال الشيخ أبو إسحاق كان متكلما عارفا بالحديث له تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه .

وقال العبادي لم يتخرج على يدي الشافعي بالعراق مثل الحسين .

قال الإسنوي وكتاب القديم الذي رواه الكرابيسي عن الشافعي مجلد ضخم .

قال الشيخ أبو إسحاق توفي سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة ثمان وأربعين ورجحه الذهبي وقال ابن قانع إنه أشبه بالصواب وسمي بالكرابيسي لأنه كان يبيع الكرابيس وهي الثياب الغليظة  


                             المزني

  3ـ إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق أبو إبراهيم   المزني   لمصري الفقيه الإمام صاحب التصانيف أخذ عن الشافعي وكان يقول أنا خلق من أخلاق الشافعي ذكره الشيخ أبو إسحاق أول أصحاب الشافعي وقال كان زاهدا عالما مجتهدا مناظرا محجاجا غواصا على المعاني الدقيقة صنف كتبا كثيرة قال الشافعي   المزني   اصر مذهبي ولد سنة خمس وسبعين ومائة وتوفي في رمضان وقيل في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين وكان مجاب الدعوة قال الرافعي في باب الوضوء وعن   المزني   ن التخليل واجب ورواه ابن كج عن بعض الأصحاب فإن أراد   المزني   تفرداته لا تعد من المذهب إذا لم يخرجها على أصل الشافعي لكن نقل الرافعي في باب الخلع عن الإمام أنه قال أرى كل اختيار للمزني تخريجا فإنه لا يخالف أصول الشافعي لا كأبي يوسف ومحمد فإنهما يخالفان أصول صاحبهما كثيرا قال الإسنوي وقد رأيت في النهاية وكأنه في نواقض الوضوء عكس ما نقله الرافعي في الخلع عنه فقال إنه إن خرج يعني المزني فتخريجه أولى من تخريج غيره وإلا فالرجل صاحب مذهب مستقل   


                             الزعفراني

   7ـ الحسن بن محمد أبو علي البغدادي   الزعفراني  قال ابن حبان في الثقات كان راويا للشافعي وكان يحضر أحمد وأبو ثور ثم الشافعي وهو الذي يتولى القراءة عليه وقال   الزعفراني  لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي قال لي من أي العرب أنت فقلت ما أنا بعربي وما أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية قال فأنت سيد هذه القرية وقال الساجي سمعت   الزعفراني  يقول إني لأقرأ كتب الشافعي وتقرأ علي منذ خمسين سنة وكان إماما في اللغة وقال الماوردي هو أثبت رواة القديم توفي في رمضان سنة ستين ومائتين قاله النووي في تهذيبه وقال ابن خلكان في شعبان وقال الذهبي في سلخ السنة  .


البويطي

  16 يوسف بن يحيى القرشي أبو يعقوب   البويطي   لمصري الفقيه أحد الأعلام من أصحاب الشافعي وأئمة الإسلام قال الربيع وكان له من الشافعي منزلة وكان الرجل ربما يسأله عن المسألة فيقول سل أبا يعقوب فإذا أجاب اخبره فيقول هو كما قال وربما جاء إلى الشافعي رسول صاحب الشرطة فيوجه الشافعي أبا يعقوب البويطي ويقول هذا لساني وخلف الشافعي في حلقته بعده قال الشافعي ليس أحد أحق بمجلسي من أبي يعقوب وليس أحد من أصحابي أعلم منه وقال النووي في مقدمة شرح أعطى إن أبا يعقوب البويطي أجل من المزني والربيع المرادي وقال الحاكم سمعت أبا يقول رأيت في المنام أبي فقال لي عليك بكتاب البويطي فليس في كتب الشافعي كتاب أقل خطأ منه كان يصوم ويقرأ القرآن لا يكاد يمر يوم وليلة إلا ختم مع صنائع المعروف إلى الناس وقال ابن أبي الجارود كان البويطي جاري فإن انتبهت ساعة من الليل إلا سمعته مات ببغداد في السجن والقيد في المحنة في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين وقال ابن يونس سنة اثنتين وثلاثين  


                             الربيع المرادي

10. الربيع  بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم أبو محمد المصري المؤذن صاحب الشافعي وخادمه وراوية كتبه الجديدة قال الشيخ أبو إسحاق وهو الذي يروي كتب الشافعي قال الشافعي   الربيع  راويتي قال الذهبي كان   الربيع  أعرف من المزني بالحديث وكان المزني اعرف بالفقه منه بكثير حتى كأن هذا لا يعرف إلا الحديث وهذا لا يعرف إلا الفقه ولد سنة ثلاث أو أربع وسبعين ومائة وتوفي في شوال سنة سبعة ومائتين وقد قال الشافعي فيه أنه أحفظ أصحابي رحل الناس إليه من أقطار الأرض لأخذ علم الشافعي ورواية كتبه قال القضاعي والربيع آخر من روى عن الشافعي بمصر     


                        أبو ثور

12. إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان   أبو ثور   قيل كنيته أبو عبد الله ولقبه أبو البغدادي الفقيه العلامة أخذ الفقه عن الشافعي وغيره قال أبو بكر الأعين سألت أحمد بن حنبل عنه فقال اعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ سفيان الثوري وقال غيره إن رجلا سأل أحمد عن مسألة فقال سل غيرنا سل أبا ثور وقال الخطيب البغدادي كان أحد الثقات المأمونين ومن الأئمة الأعلام في الدين وله كتب مصنفة في الأحكام جمع فيها بين الحديث والفقه قال وكان أولا يتفقه بالرأي ويذهب إلى قول أهل العراق حتى قدم الشافعي بغداد فاختلف إليه ورجع عن الرأي إلى الحديث توفي في بنو سنة أربعين ومائتين وهو أحد رواة القديم وقال الرافعي في باب الغضب أبو ثور وإن كان معدودا وداخلا في طبقة أصحاب الشافعي فله مذهب مستقل ولا يعد تفرده وجها  .

أحمد بن حنبل (164- 241هـ )

12ـ أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي أحد أئمة الإسلام والهداة الأعلام وأحد الأربعة الذين تدور عليهم الفتاوى والأحكام في بيان الحلال والحرام أخذ الفقه عن جماعة أجلهم الإمام الشافعي صحبه مدة مقامه ببغداد في الرحلة الثانية وسلك مسلكه ونهج منهجه وقال كل مسألة ليس عندي فيها دليل فأنا أقول فيها بقول الشافعي

وقال عبد الله بن احمد سمعت أبا زرعة يقول كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث فقلت وما يدريك فقال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب وقال إبراهيم الحربي كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين وقد أفرد ترجمته بالتصنيف عبد الرحمن بن أبي حاتم والبيهقي وغيرهما وجمع ابن الجوزي أخباره في مجلدة وقد ذكره العبادي وغيره في طبقات الشافعية مولده سنة أربع وستين ومائة ومات ببغداد في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين

وحضر جنازته ثلاثمائة ألف وقيل ثمانمائة ألف وقيل ألف ألف وقيل أكثر

 

مصادر الترجمة

اسم الكتاب :: طبقات الشافعية

اسم المؤلف :: أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن قاضي شهبة

ولادة المؤلف ::  779

وفاة المؤلف ::  851

دار النشر :: عالم الكتب

مدينة النشر :: بيروت

سنة النشر :: 1407

رقم الطبعة :: الأولى

عدد الأجزاء ::  4

اسم المحقق :: د. الحافظ عبد العليم خان

 

اسم الكتاب :: طبقات الفقهاء

اسم المؤلف :: إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق

ولادة المؤلف ::  393

وفاة المؤلف ::  476

دار النشر :: دار القلم

مدينة النشر :: بيروت

عدد الأجزاء ::  1

اسم المحقق :: خليل الميس

 

اسم الكتاب :: سير أعلام النبلاء

اسم المؤلف :: محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله

ولادة المؤلف ::  673

وفاة المؤلف ::  748

دار النشر :: مؤسسة الرسالة

مدينة النشر :: بيروت

سنة النشر :: 1413

رقم الطبعة :: التاسعة

عدد الأجزاء ::  23

اسم المحقق :: شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي

 

إعداد/ الطالب جبر البجالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق