رسالة المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً بكم في مدونتي الخاصة والتي تعنى ببحوثي وخواطري ، آمل أن تجدوا فيها ما يفيدكم ويسعدكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم / جبر البجالي




الأربعاء، 31 أغسطس 2016

بحث في العقيدة ؛ كنت قد كتبته أيام الدراسة الجامعية

 
المملكة العربية السعودية
  وزارة التعليم العالي
    جامعة أم القرى
     كلية الشريعة
 
 
                               العقيدة
        بحث في معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة  
 
 
                            يقدم  لمدرس المادة
                  الدكتور : صالح درباش الزهراني  حفظه الله
 
 
 
 
 
  
 
 
 
 
                  إعداد الطالب : جبر بن عطيه فرج البجالي
                             الرقم الجامعي : 42000500
 
 
س/ تحدث عن معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة ؟
الإجابة على هذا السؤال تتحدد في النقاط التالية :
الأولى : مسألة الخلافة :
الثانية : فضل الصحابة وتفاضلهم .
الثالثة : تولي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومحبة الجميع والذب عنهم .
الربعة : ذكر محاسنهم والكف عن مساوئهم .
الخامسة :السكوت عما شجر بينهم وأن الجميع مجتهد فمصيب له أجران ، ومخطئ له أجر
 
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد فإن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين هم خير القرون وهم قرن النبي صلى الله عليه وسلم الذين قال : فيهم : (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ...) ولنبدأ في الكلام على النقاط المذكورة مبتدئين بأولاها فعلى الله نتوكل وبه نستعين :
المسألة الأولى: مسألة الخلافة وهي وخلافة النبي صلى لله عليه وسلم علىأمته ولنقتصر علىالخلفاء الراشدين  وستحقاق خلافتهم وترتيبهم :
الخليفة الأول : أبو بكر الصديق : عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن مرة التيمي رضي الله عنه .
الخلفة الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق ، وهو أول من تسمى بأمير المؤمنين.
الخليفة الثالث : عثمان بن عفان ذوالنورين رضي الله عنه.
الخليفة الرافع : على بن أبي طالب أبو السبطين رضي الله عنه .
ترتيبهم في الخلافة حسب سابقتهم في الإسلام
فأهل السنة والجماعة : يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه لفضله وسابقته في الإسلام وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له على جميع الصحابة الصلاة في أيام مرضه ، وإجماع الصحابة علىبيعته .
ثم الخليفة الثاني : بعد أبي بكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه لفضله وسابقته في عهد أبي بكر إليه واتفاق الأمة عليه بعد أبي بكر ،
ثم الخليفة الثالث : بعد عمر عثمان بن عفان رضي الله عنه لتقديم أهل الشورى له واتفاق الأمة عليه .
ثم الخليفة الرابع بعد عثمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه .
فهؤلاء الأربعة : هم الخلفاء الراشدون المشار إليهم في حديث العرباط بن سارة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ). فمن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله لمخالفته النص والإجماع من غير حجة ولابرهان ، وذلك كالرافضة الذين يزعمون أن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب ، وحاصل تقديم علي على غيره من الخلفاء :
1ـ من قدمه في الخلافة على على غيره فهو ضال .
2ـ من قدمه في الفضيلة على أبي بكر وعمر فهو ضال أيضاً .
3ـ من قدمه على عثمان في الفضيلة لايضلل وإن كان الراجح تفضيل عثمان رضي الله عنه ؛ لإجماع الصحابةعلى تقديم عثمان في البيعة وماذلك إلا أنه أفضل فتربيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة .
المسألة الثانية : فضل الصحابة وتفاضلهم قال الله تعالى: {وَالّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لّلّذِينَ آمَنُواْ رَبّنَآ إِنّكَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ}‏‏ هذه الآية : فيها فضل الصحابة لسبقهم بالإيمان وفضل أهل السنة الذين يتولونهم وذم الذين يعادونهم. وفيها مشروعية الإستغفار للصحابة والترضي عنهم : قال الإمام الشوكاني : فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم فقد خالف ما أمر الله به في هذه الآية . فإن وجد في قلبه غلا لهم فقد أصابه نزغ من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم ... فإن جاوز ذلك إلى شتم أحد من الصحابة فقد انقاد للشيطان ووقع في غضب الله وسخطه
وهذا الداء إنما يقع في من أبتلي بمعلم من الرافضة أو صاحب من أعداء خير الأمة الذين تلاعب بهم الشيطان وزين لهم الأكاذيب المختلقة ...
وفي الآية : سلامة قلوب أهل السنة وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم . ففي قولهم (ربنا اغفر لنا ) سلامة الألسنة . وفي قوله: (لاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لّلّذِينَ آمَنُواْ) سلامة القلوب .
فضل الصحابة وتفاضلهم وموقف أهل السنة منهم :
أهل السنة والجماعة : يقبلون ماجاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائل الصحابة ومراتبهم . ويفضلون من أنفق من قبل الفتح ـوهو صلح الحديبية ـ وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل . ويفضلون المهاجرين على الأنصار . ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبعضة عشر رجلا {اعملو ماشئتم فقدعفرت لكم } . وبأنه لايدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم . بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه .
ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بالجنة ، وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة.
تفاضل الخلفاء الرشدين :  وأهل السنة يقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم . كما دلت عليه الآثار وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة بعد اتفاقهم علىتقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا وربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا ، لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي . لأمور :
الأول : أن هذا هو الذي دلت عليه الآثار الواردة في مناقب عثمان رضي الله عنه
الثاني : إجماع الصحابةعلى تقديم عثمان في البيعة وماذلك إلا أنه أفضل فتربيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة .
الثالث: أنه استقر أمر أهل السنةوالجماعة على تقديم عثمان على علي كما سبق أنهم قدموه في البيعة. قال: أبو أيوب الأنصاري : من لم يقدم عثمان على علي فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار. فهذا دليل على أن عثمان أفضل لأنهم قدموه باختيارهم بعد تشاورهم وكان علي من جملة من بايعه .
بقية العشرة المبشرين بالجنة وسائر الصحابة الكرام وترتيبهم في الفضل :
يلي الخلفاء الراشدين في الفضل الستة المكملون للعشرة المشهود لهم بالجنة وهم : طلحه بن عبيدالله ، والزبيربن العوام  ، وسعد بن مالك ، وعبدالرحمن بن عوف وسعيد بن زيد وأبو عبيدة عامر بن الجراح ) ، وكذا سائر الصحب الكرام الذين هم خير القرون من هذه الأمة اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه ثم هم على مراتب أفضلهم السابقون الأولون من المهاجرين ثم من الأنصار ، ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم أهل الثبات في غزوة الأحزاب التي نجم فيها النفاق ثم أهل بيعة الرضوان ثم من هاجر من قبل الفتح وقاتل {أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى } .
‏المسألة الثالثة : تولي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومحبة الجميع والذب عنهم . 
أهل السنة والجماعة : يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلىالله عليه وسلم حيث قال : يوم غدير خم : (أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال : للعباس حين اشتكىجفاء بعض قريش لبنى هاشم فقال:( والذي نفسي بيده لايؤمنون حتى يحبوكم الله ولقرابتي ) وقال : (إن الله اصطفى بني اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ). وهذا  فيه دليل على فضل العرب وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وأفضلهم نسبا ـ وفيه فضل بين هاشم الذين هم قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : فإن أهل السنة والجماعة يتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من أمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة  العالية . والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال: فيها النبي صلى الله عليه وسلم (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )
وقد توفي صلى الله عليه وسلم عن تسع وهن : عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وميمونة وأم حبيبة وسودة وجويرة . وأما خديجة وزينب بنت خزيمة فقد توفيتا قبله صلى الله عليه وسلم . فهؤلاء جملة من دخل بهن من النساء وهن إحدى عشرة رضي الله عنهن ,
وأهل السنة والجماعة : يؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة وفي هذا شرف لهن وفضيلة جليلة
المسألةالربعة : ذكر محاسنهم والكف عن مساوئهم :
من أصول مذهب أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم من الوقوع في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكفون عن مساوئهم ويحفظون لهم  فضائلهم والاعتراف لهم بسوابقهم ونشر مناقبهم عملا بقول الله عزوجل:{وَالّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ}‏‏ ويمسكون عما شجر بينهم واعتقاد أن كل منهم مجتهد إن أصاب له أجران ،أجر إصابته وأجر الاجتهاد ، وإن أخطأ فله أجر الإجتهاد والخطؤهم  مغفور لأن لهم من اسوابق ماليس لغيرهم حتى أنه قد يغفر لهم مالايغفر لغيرهم لمالهم من السوابق وقد قال صلى الله عليه وسلم (لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ً، مابلغ مدّ أحدهم ولانصيفه ) .
وأهل السنة لايقول إنهم معصومون بل مجتهدون إما مصيبون وإما مخطئون ولم يتعمدوا الخطأ في ذلك . وماروي من ساوئهم فالكثير منه مكذوب ، ومنه ماقد زيد فيه أو نقص منه وغُيّر عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون .
المسألةالخامسة: السكوت عما شجر بينهم وأن الجميع مجتهد فمصيب له أجران ، ومخطئ له أجر.
أجمع أهل السنة والجماعة الذين يعتد بأجماعهم علىوجوب السكوت عن الخوض في الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم بعد مقتل عثمان رضي الله عنه والاسترجاع على تلك المصائب التي أصيبت بها هذه الأمة والاستغفار للقتلى من الطرفين والترحم عليهم وحفظ فضائل الصحابة والاعتراف لهم بسوابقهم ونشر مناقبهم عملا بقول الله عزوجل:{وَالّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ}‏‏
واعتقاد أن كل منهم مجتهد إن أصاب له أجران ،أجر إصابته وأجر الاجتهاد ، وإن أخطأ فله أجر الإجتهاد والخطأ مغفور ، وليسوا معصومون بل مجتهدون إما مصيبون وإما مخطئون لم يتعمدوا الخطأ في ذلك . وماروي من ساوئه فالكثير منه مكذوب ، ومنه ماقد زيد فيه أو نقص منه وغُيّر عنوجهه والصحيح منه هم فيه معذورون .
قال القاضي عياض : " واعلم أن سبب تلك الحروب (بين الصحابة ) أن القضايا كانت مشتبهة ، فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة أقسام :
قسم ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف وأن مخالفهم باغٍ فوجب عليهم نصرته  وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه ،ففعلوا ذلك ، ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة إمام العدل في قتال البغاة في اعتقاده .
وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في الطرف الآخر فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه.
وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فعتزلوا الفريقين ، فكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم لأنه لايحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك ، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وأن الحق معه لما جاز لهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليه .
فكلهم معذورون رضي الله عنهم . ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع علىقبول شهادتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين ".
وأهل السنة والجماعة : يتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل . ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون إن هذه الآثار المروية في مشاوئهم منها ماهو كذب . ومنها ماقد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون .    والله أعلم وصلىالله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .،،،
                                                                  إعداد/ جبربن عطيه البجالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق