رسالة المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً بكم في مدونتي الخاصة والتي تعنى ببحوثي وخواطري ، آمل أن تجدوا فيها ما يفيدكم ويسعدكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم / جبر البجالي




الأربعاء، 31 أغسطس 2016

أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، بحث كنت قد قدمته أيام الدراسة الجامعية في مادة السيرة النبوية .

 


المملكة العربية السعودية

  وزارة التعليم العالي

    جامعة أم القرى

     كلية الشريعة

 

 

أمهات المؤمنين

بحث في السيرة

 

 

يقدم  لمدرس المادة

الدكتور : عبدالعزيز السلومي حفظه الله

 

 

 



                                          إعداد الطالب : جبر بن عطيه فرج البجالي

                                                  الرقم الجامعي : 42000500

                           

    المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
        وبعد فقد كلفت بعمل بحث في مادة : السيرة النبوية ، تحت إشراف سعادة الدكتور : عبد العزيز السلومي حفظه الله ؛ عضو هيئة  التدريس بجامعة أم القرى ـ كلية الشريعة .
        وقد وقع اختياري على أن يكون بحثي متعلق بأمهات المؤمنين لما لهنّ من علاقة بالسيرة النبوية ، وقد اقتصرتُ على خمس من أمهات المؤمنين ؛وهنّ : عائشة بنت أبي بكر ، وسودة بنت زمعة ، وحفصة بنت عمر ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وزينب بنت جحش . وقد كان في نيتي أن أكتب في أمهات المؤمنين التسع الذي مات عنهن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن نظراً لضيق الوقت ، وتزاحم المواد  وكثرة  المشاغل  كما قال الشاعر :
تكاثرت الظـباء على خــراشٍ     فــلا يدري خــراش مايصيدُ
        أما خطتي في البحث فقد جعلت البحث في مقدمة  وستة فصول وخاتمة ؛ جعلت الفصل الأول في مبحثين المبحث الأول ترجمة مختصرة  لجميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم  وسراريه ، والمبحث الثاني  أهدافه من تعدّد الزوجات .
       وجعلت كل واحدة من أمهات المؤمنين الخمس في فصل مستقل وفي كل فصل خمسة مباحث: المبحث الأول : اسمها وكنيتها ونسبها . المبحث الثاني : ملامح من حيا تها و زاجها بالنبي صلى الله عليه وسلم . المبحث الثالث: علمها . المبحث الرابع : فضائلها . البحث الخامس : وفاتها .
وقد اجتهدت في هذا البحث غايت الجهد من حيث الدقة في نقل المعلومات وتحري الصحة قدر الإمكان وذلك باعتماد المصادر الأصلية في والاستعانة ببعض المؤلفات المعاصرة ومقابلة المصادر الذي اعتمدتها في البحث .  
        كما إنني عزوة جميع المعلومات التي نقلتها من هذه المصادر إلى اماكنها ذاكراً اسم الكتاب ومؤلفه ورقم الصفحة والجزء إذا كان الكتاب متعدد الأجزاء حرصاً مني على الأمانة العلمية في النقل والاقتباس .
        وحسبي أنني قد اجتهدت وحاولت قدر المستطاع وتحريت  الصواب قدر الإمكان  ولكن النقص من لوازم البشر ، وكم من مجتهدٍ مخطئ ، وكم من عامل مقصر ، فإن وفقت للصواب فمن الله والحمد الله على ذلك وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء .
        وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين وصلى على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
الفصل الأول :زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأهدافه من التعدد :
المبحث  الأول : ترجمة عامة ومختصرة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم :
        لمّا اقتصرت في الكتابة  على خمس من أمهات المؤمنين ، وهنّ: عائشة بنت أبي بكر ، وسودة بنت زمعة ، وحفصة بنت عمر ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وزينب بنت جحش ،  رأيت أنه من الأفضل أن أعرض لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وسراريه بشيءٍ من الكلام ولو مع الاختصار .
        فأقول وبالله التوفيق : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد من النساء سأوردهن على حسب الترتيب الزمني لزواجه صلى الله عليه وسلم بهن :
1.   أول من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم: خديجة بنت خويلد وكانت قبله تحت عتيق بن عائذ بن عبدالله بن مخزوم فمات عنها وتزوجها بعده أبو هالة بن زرارة بن النَّبَّاش  التميمي ثم مات عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أم أولاده كافة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية جاريته التي أهداها إياه الملك المقوقس ملك القبط .
2.   ثم بعد أن توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق وكانت صغيرة السن فلم يبن بها حتى هاجر إلى المدينة وهاجرة هي مع أسرتها الكريمة .
3.   ثم تزوج صلى الله عليه وسلم بمكة  سودة بنت زمعة وهي ثيب ؛ كانت قبله تحت السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو ، وكان قد هاجر إلى الحبشة فتنصر ومات بها كافراً ، فزوجه بها والدها زمعة بن قيس ، وخطبتها له خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فدخل بها بمكة وأصدقها أربعمائة درهم .
4.   ثم تزوج  حفصة بنت عمر بن الخطاب ، وكانت قبله تحت خُنيس بن حذافة السهمي وأمهرها صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم .
5.   ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد شهيد أحد رضي الله عنه .
6.   ثم تزوج زينب بنت خزيمة أم المساكين ، وكانت قبله عند الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب ، وماتت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمت في حياته من نسائه صلى الله عليه وسلم إلا هي وخديجة قبلها .
7.   ثم تزوج جويرية بنت الحا رث بن أبي ضرار الخزاعية من بني المصطلق ؛ وكانت عند مالك بن صفوان المصطلقي ولم تلد له شياً .
8.   ثم تزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب ؛ وكانت عند عبيدالله بن جحش وهو من مهاجرة الحبشة وتنصر ومات بها فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها عليه وتزوجها وهي بالحبشة وتولى عقد نكاحها خالد بن سعيد بن العاص ، ودفع مهرها النجاشي ، وكان أربعمائة دينار .
9.   ثم تزوج زينب بنت جحش وكانت عند زيد بن حارثة مولاه ، فزوجه الله تعالى بها ، وبعث في ذلك جبريل ؛ فكانت رضي الله عنها تفخر على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وتقول : أنا أكرمهن  وليّاً وسفيراً ، وهي أول من توفي من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فقد توفيت في خلافة عمر رضي الله عنهما وأرضاهما .
10.                      ثم تزوج صفية بنت حُيى بن أخطب النضرية وكانت قبله عند سلاّم بن مشكم فمات عنها وخلفه عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق فقتل في خيبر ، ثم أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها لأنها كانت من سبي خيبر .
11.                      ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية وكانت قبله تحت عمير بن عمرو الثقفي ثم تزوجها بعد عمير أبو زهير بن عبد العزى ، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ؛ وهي خالة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما تزوجها رسول صلى للله عليه وسلم في عمرة القضاء وعقد عليها بمكة بعد التحلل من العمرة ، وبنى بها بسرف في طريقه إلى المدينة .
12.                      ثم تزوج شراف بنت خليفة الكلبي وتوفيت قبل أن يبني بها وهي أخت دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه .
13.                      ثم تزوج امرأة من بني كلاب وتوفيت قبل البناء بها .
14.                      ثم تزوج الشنباء بنت عمرو الغفارية  فلما مات ابنه إبراهيم قالت: لو كان نبياً ما مات ولده فطلقها .
15.                      ثم تزوج عربة بنت جابر الكلابية فلما قدمت عليه ؛ استعاذت بالله منه ففارقها وقال : (( منيع عائذ الله )) .
16.                      ثم تزوج العالية بنت ظبيان فبنى بها ثم فارقها وردها إلى أهلها لعلة كانت بها .
        وهؤلاء هن النسوة تزوجهنّ الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرتهنّ على سبيل الاختصار والإجمال لا على التفصيل .
وأما السراري فلم يكن له صلى الله عليه وسلم سوى:
1.   مارية بنت شمعون القبطية وهي أم إبراهيم التي أهداها إليه الملك المقوقس ملك القبط في مصر .
2.    وريحانة بنت زيد القرظية أو النضرية .(1)
 
        المبحث الثاني : اهداف النبي صلى الله عليه وسلم تعدد الزوجات
        ومما ينبغي أن يقال ويعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتزوج لمجرد رغبة الاتصال الجنسي وإنما كان لأهداف سامية وغايات شريفة لم يسمُ إليها غيره فقد تزوج خديجة بعد رغبتها في الزواج منه لتكون قاعدة دعوته ، وأمينة سرّه ، ومأوى نفسه عند اشتداد الخوف به وحلوكة الأيام والليالي عليه ، وتزوج عائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة لم يتزوج بكر قط غيرها وكان زواجه بها إكراماً لوالدها الصديق الوفي والأخ الصادق الأخوة الذي آزره منذ اللحظات الأولى في دعوته وحمل رسالته ، ثم تزوج أم حبيبة وأم سلمة وسودة وميمونة وزينب أم المساكين وهنّ أرامل مرملات إيواءً لهنّ لمّا فقدن أزواجهن ، ولما أصابهن من عذاب وضطهاد في ذات الله تعالى ،
        وزوجه ربه تبارك وتعالى  زينب بنت جحش وهو كاره لذلك خاشٍ من أن يقول الناس : محمد تزوج امرأة زيد الذي تبنّاه ، وتزوج حفصة بنت عمر الثيب إكراماً لعمر وتحقيقاً لرغبته في أن تكون بنته في بيت النبوة الطاهر وتصبح بنت عمر من أمهات المؤمنين ، وإذا لم يكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب من أصحابه فمن يكرم إذاً ؟ وتزوج صفية وجويرية مسحاً لدموعهما وإذهاباً لحزنهما لموت زوجيهما في معركة قتال دارت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين رجالهما.
وهكذا ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير الله ، ولا بدون إذن من الله ورضاه  (1)
 
        ومما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعدّد زوجاته  لمجرد  الشهوة :
أولاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يعدَّد زوجاته إلا بعد بلوغه سن الشيخوخة   
       أي بعد أن جاوز من العمر خمسين سنه .
ثانياً : أن جميع زوجاته الطاهرات ثيبات ؛أرامل  ماعدا عائشة رضي الله عنها فهي
       بكر وهي الوحيدة من بين نسائه التي تزوجها صلى الله عليه وسلم وهي في   
      حالة الصبا والبكارة .
        ونلاحظ أن من أهداف المصطفى صلى الله عليه وسلم:
أولا: الأهداف تعليمية
        لقد كانت الغاية الأساسية من تعدَّد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي تخريج بضع معلمات للنساء ، يعلمنهن الأحكام الشرعية ؛ فالنساء نصف المجتمع ، وقد فُرِ ضَ عليهنّ من التكاليف ما فرض على الرجال ، ولأن النساء أقدر على تعليم النساء من الرجال .
ثانياً : الأهداف التشريعية
        من الأهدا ف التشريعية ابطال بدعة التبني التي كان يفعلها العرب وقد أبطل الله سبحانه  هذه البدعة ، بزواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش والتي كانت زوجة لزيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم  على عادة العرب .
ثالثاً : الأهداف الجتماعية
        من أهداف المصطفي صلى الله عليه وسلم  إكرام أهل الفضل من أصحابه حينما  تزوج ابنتا أبا بكر وعمر  ، إكراماً لهما لما لهما من سابقة في الإسلام 
        كما تزوج أم حبيبة وأم سلمة وسودة وميمونة وزينب أم المساكين وهنّ أرامل مرملات إيواءً لهنّ لمّا فقدن أزواجهن ، ولما أصابهن من عذاب واضطهاد في ذات الله تعالى إلى غير ذلك من  الأمثلة .
رابعاً : الأهداف السياسية
        من أهم الأهداف السياسية ربط القبائل به صلى الله عليه وسلم عن طريق المصارة وتأليف القلوب عليه وجمع القبائل حوله ؛ فمن المعلوم أن الإنسان إذا تزوج من القبيلة ، أو العشيرة ، فأنه يصبح بينه وبينهم قرابة ومصاهرة وذلك بطبيعته يدعوهم إلى نصرته وحمايته . (1)
 
        الفصل الثاني : أم المؤمنين  عائشة بنت أبي بكر
المبحث الأول : اسمها وكنيتها ونسبها وولادتها
 اسمها : عائشة بنت أبي بكر الصدّيق.رضي الله عنهما.
كنيتها  : كانت تكنى أم عبد الله ؛ قيل إنها ولدت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولد اً فمات طفلاً ولم يثبت هذا ، وقيل تكنى بابن أختها عبد الله ابن الزبير.(1)
ونسبها : هي ابنة الإمام الصديق الأكبرخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن ( أبي قحافة ) عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشية التميمية ؛ أم المؤمنين ، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأفقه نساء الأمة على الأطلاق .وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب ابن أذينة الكنانية . (2)
ولا د تها : ولدت بعد المبعث بأربع سنين  أو خمس، فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تزوجها وهي بنت ست ، وقيل سبع ، ويجمع بينها، بأنها كانت أكملت السادسة ودخلت في السابعة ، ودخل بها وهي بنت تسع ، وكان دخوله بها في شوال في الأولى ، كما أخرجه ابن سعد ، عن أبي الرِّجال ،عن أبيه عن أمه عمرة عنها ؛ قالت: أعرس بي على رأس ثمانية أشهر وقيل في السنة الثانية من الهجرة . (3)
        وعائشة ممن ولد في الإسلام ، وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين ، وكانت تقول : لم أعقل أبويّ إلا وهم يدينان بالدين
        وكانت إمرأة بيضاء جميلة . ومن ثم يقال لها : الحميراء ولم يتزوج  النبي صلىالله  عليه وسلم ، بكراً غيرها ولا أحب امرأةً حُبها . (4)
المبحث الثاني :  زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد  تزوجها بعد وفات خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
        أخرج  الأمام أحمد حديثاً طويل في مسند عائشة أم المؤمنين عن أبو سلمة ويحيى ، قالا:  لمّا هلكت خديجة  جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون : فقالت يارسول الله ألا تزوج ؟ قال:(( من ؟)) قالت: إن شئت بكراً ، وإن شئت ثيباً ، قال فمن البكر ؟ قالت: ابنة أحب خلق الله ـ عزوجل ـ إليك عائشة  بنت أبي بكر. قال:(( ومن الثيب؟)) قالت: سودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول ، قال:(( فاذهبي فاذكريهما علي)) . فدخلت بيت أبي بكر فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله ـ عزوجل ـ عليكم من الخير والبركة ؟ قالت: وماذاك ؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ، قالت: انتظري أبا بكر حتى يـأتي ، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ، قال وماذاك ؟ قالت: أرسلنى رسول الله صلىالله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قال: وهل تصلح له، إنما هي ابنة أخيه ، فرجعت إلى رسول الله  صلىالله  عليه وسلم فذكرت له ذلك، قال : (( ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام ، وابنـتك تصلح لي )) فرجعت فذكرت ذلك له (...) فقال: لخولة ادعي لي رسول الله صلىالله  عليه وسلم فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سنين (. ..) إلى أن قالت: ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت : ماذا أدخل الله ـ عزوجل ـ عليك من الخير والبركة ؟ فقالت : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه ، قالت : وددت ادخلي إلى أبي فاذكري ذاك له ، وكان شيخاً كبيراَ قد أدركه السن ، قد تخلف عن الحج ، فدخلت عليه فحييته بتحية الجاهلية ، فقال: من هذه ؟ فقلت: خولة بنت حكيم ، قال: فما شأنك ؟ قالت: أرسلني محمد بن عبدالله أخطب عليه سودة ، قال: كفء كريم ، ماذا تقول صاحبتك ؟ قالت: تحب ذاك ، قال : ادعها إلي ، فدعيتها ، قال: أي بنية ، إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك وهوكفء كريم ،
أتحبين أن أزوجك به ؟ قالت: نعم ، قال: ادعيه لي ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فزوجها إياه ، (...) الحديث  .(1)
        قال : ابن كثير : وهذا يقتضي أن عقده على عائشة كان متقدماً على تزويجه بسودة بنت زمعة ولكن دخوله على سودة كان بمكة ، وأما دخوله على عائشة فتأخر إلى المدينة في السنة الثانية .
        قالت : عائشة لمّا كبرت سودة وهبت يومها لي ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لي بيومها مع نسائه . قالت : وكانت أول امرأة تزوجها بعدي . (2)
دخوله بعائشة : في المدينة
        روى هشام عن أبيه ، عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفَّى خديجة ، وأنا ابنة ستَّ ، وأدخلتُ عليه وأنا ابنة تسع ، جاءني نسوة وأنا ألعب علىأُرجوحة وأنا مجمَّمة[ أي : ذات جمة ، يقال للشعر إذا سقط على المنكبين جمة ] فهيـأنني وصنعنني ، ثم أتين بي إليه صلى الله عليه وسلم .(3)
المبحث الثالث : علمها بالأحكام والحديث والشعر والطب وغير ذلك
        وهي أعلم النساء  على الأطلاق فقد روت عنه(صلىالله  عليه وسلم  ) علماً كثيراًطيباً مباركاً فيه ، وعن أبيها ، وعن عمر وفاطمة وغيرهم .و مسندها يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث ، اتفق البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثاً ، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين ،ونفرد بتسعة وستين . 
        قال: الذهبي في سير أعلام النبلاء  : ولا أعلم في أمة محمد صلىالله  عليه وسلم  ،بل ولا في النساء مطلقاً امرأةً أعلم منها (...) بل نشهد أنها زوجة نبينا  صلىالله  عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فهل فوق ذلك مفخرة . وقد ورى عنها خلق كثير . (4)
        وكانت حافظةً فقيهة عالمة بالحلال والحرام والنسب الشعر والأخبار
عن الشعبي : أن عائشة قالت : رويتُ عن لبيد نحواً من ألف بيت وكان الشعبي يذكرها ويتعجب من فققها وعلمها ثم يقول مابالكم بأدب النبوة .
        وعن الشعبي قال : قيل : لعائشة : ياأم المؤمنين هذا القرآن تلقيتيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الحلال والحرام وهذا الشعر والنسب والأخبار سمعتيها  من أبيك وغيره فما بال الطب ؟ قالت : كانت الوفود تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزال الرجل يشكو علّته فيسأله عن دوائها فيخبره بذلك فحفظتُ ماكان يصفه لهم وفهمته .(1)
        قال أبو الضحى ، عن مسروق : رأيتُ مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض .وقال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة .   وقال هشام بن عروة ، عن أبيه : مارأيت أحداَ أعلم بفقه ولاطب ولاشعر من عائشة . وقال أبو بردة بن أبي موسى ، عن أبيه : ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علماً . وقال الزهري : لو جمع علمُ عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .(2)
المبحث الرابع : فضـا ئـلـها إن فضائل أم المؤمنين:  عائشة بنت أبي بكر الصدّيق رضي الله عنهما كثيرة جداً لايمكن تقصيها في مثل هذه العجالة ، ولكن  لعلني أشير إلى الشيئ اليسر من ذلك ، فأقول وبالله أستعين :
من فضائل عائشة : مارواه البخاري عن أبي موسى الأشعري ـ مرفوعاً: ((فضل عائسة على النساء كفضل الثريد علىسائر الطعام ))
        وفي الصحيح من طريق حماد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : كان الناس يتحرون  بهداياهم يوم عائشة قالت:  فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة ،فقلن لها : إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ،وإنا نريد الخير كما تريده عائشة ،  فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان . فذكرت  أم سلمة له ذلك ، فسكت ، فلم يرد عليها ، فعادت الثانية لم يرد عليها  ، فلما كانت الثالثة قال : (( لا تؤذوني في عائشة ، فإنه والله مانزل علي الوخي وأنا في لحاف امرةٍ منكنَّ غيرها ))
        ورى البخاري ومسلم وغيرهما في فضائل عائشة : قال رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم (( عائشة زوجتى في الجنة )) 
        قال ابن سعد : عن عائشة قالت : أعطيت خلالاً ما أعطيتها امرأةٌ : ملكني رسول الله صلى عليه وآله وسل وأنا بنت سبع ، وأتاه الملك بصورتي في كفه لينظر إليَّ وبنى بي لتسع ، ورأيت جبرائيل ، وكنت أحبَّ نسائه إليه ، ومرضته فقبض ولم يشهده غيري والملائكة .
        وورد من وجه آخر فيه عيسى بن ميمون وهو واهٍ ، قالت فضلت بعشر .... فذكرت  مجئ جبريل بصورتها ؛ قالت : ولم ينكح بكراً غيري ولا امرأة أبواها مهاجران غيري ، وأنزا الله براءتي من السماء ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد وكان يصلى وأنا معتر ضةٌ بين يديه وقبض بين سحري نحري ، في بيتي وفي ليلتي ، ودفن في بيتي .(1)
        وأنه صلى الله عليه وسلم ماتزوج بكراً عيرها وأحبها حباً شديد اً كان يتظاهر به بحيث إن عمرو بن العاص : سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أيّ الناس أحبَّ إليك يارسول الله ؟ قال : (( عائشة )) قال فمن الرجال قال: (( أبوها )) (1)
        قال: الذهبي ؛ وهذا خبرٌ ثابتٌ علىرغم أُنوف الرَّوافض ، وماكن عليه السلام ليحبَّ إلا طيباً . وقد قال: [صلى الله عليه وسلم ]  (( لوكنت متَّخذ اً خليلاً من هذه الأمة ، لاتخذت أبابكرٍ خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام أفضل)) فأحبَّ أفضل رجلٍ من أمته وأفضل امرأة من أمته ، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو حريُّ أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله . (2)
        أخرج الحاكم في مستدركه عن عائشة : أنها جاءت هي وأبواها فقالا : إنا نحب أن تدعو لعائشة بدعوة ونحن نسمع . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر الصديق مغفرةً واجبةً ظاهرةً وباطنة )) 
        أخرج البخاري في فضائل عائشة : عن الزهي أن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عائش ، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام )) قالت: وعليه السلام ورحمة الله . (3)
        عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((رأيتك في المنام ثلاث ليالٍ جاء بك الملك في سَرَقة [خرقة ] من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه . رواه أحمد والبخاري في المناقب . (4)
        وعن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أنها استعارت قلادة في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانسلَّت منها . وكان ذلك المكان يقال له : الصلصل . فذُكرَ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فطلبوها حتى وجدوها . وحضرت الصلاة ، ولم يكن معهم ماءٌ ، فصلَّوا بغير وضوء . فأنزل الله آية التيمُّم . فقال لها أُسيد ابن الحضير : جزاك الله خيراً ، فوالله مانزل بك أمرٌ قط تكرينه إلا جعل الله لك فيه خيراً . (1)
ملخص لبعض فضائل عائشة  : رضي الله عنها مما سبق وغيره
1. أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها .
2.إنها الصديقة بنت الصديق  كما كان يقول مسروق إذا حدث عنها (( حدثتني الصادقة بنت الصديق حبيبة الحبيب )) . (2)
3.أنها أحب الناس إليه صلىالله عليه وسلم كما أسلفنا ، وكذلك أبوهها.
4.أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن  الملك يقرأها السلام ، وأنها رأته في صورة دحية الكلبي  .
5.أن النبي صلىالله عليه وسلم  بشرها بالجنة وذلك حين سألته  قالت: يا رسول الله ، مَن مِن ، أزواجك في الجنة ؟ قال : (( أماإنَّك منهنَّ )) .
6.أن الله أنزل براءتها من فوق سبع سماوات من إفك الآفكين وأنزل في شأنها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة.
7.أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها لما رأوا من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم  لها .
8.أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان ينزل عليه الوحي معها بخلاف غيرها .
9.أن النبي صلى الله عليه وسلم : قال (( لاتؤذوني في عائشة ))
10.أنها من أعلم نساء العالمين وأنها كانت مرجع لمشيخة الصحابة يسألونها عما أشكل عليهم .
11.الكرم وكثرة الأنفاق حتى أن عبد الله ابن الزبير قال لأن لم تنتهي لنحجرنّ عليها فغضبت عليه وحلفت أنها لا تكلمه . وأخرج ابن سعد من طريق أم درة ؛ قالت : أتيتُ عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة ، فقلت لها : أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ؟ فقالت : لو كنت ذكرتني لفعلت . (1)
12.ومنها : أن سبب نزول آية التيمَّم كان بسبب تأخر النبي صلى الله عليه وسلم للبحث عن قلادتها حين فقدتها .
        وغير ذلك كثير وإنما هذه على سبيل الإشارة لا على سبيل الحصر .
 
المبحث الخامس : وفاتها
        ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة أنها ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر وقيل سنة سبع ذكره علي بن المديني ، عن ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، ودُفنت بالبقيع . (2)
 
الفصل الثالث : أم المؤمنين سودة بنت زمعة العامرية رضي الله عنها
المبحث الأول : اسمها ونسبها
اسها: سودة بنت زمعة العامرية ؛ أم المؤمنين رضي الله عنها
نسبها : هي أبنة زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية ، أُمُها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية ، من بني عدي بن النجار . (1)
        وهي أول من دخل  بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ، وانفردت به نحواً من ثلاث سنين أو أكثر ، حتى دخل بعائشة [لأنه عقد علىعائشة قبلها وتأخر دخوله بعائشة إلى بعد الهجرة ] .  وكانت سيدةً جليلة نبيلة صخمة ، وهي التي وهبت يومها لعائشة ؛ رعايةً لقلب النبي صلى الله عليه وسلم . (2)
        وفي الصحيح عن عائشة : استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس ، وكانت امرأة ثبطة ، يعني ثقيلة ، فأذن لها ولأن أكون استأذنته أحبُّ إلي من معروج به . (3)
 
المبحث الثاني : ملامح من حياتها  قبل زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم .
       كان قد تزوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو ، فتوفي عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وكانت أول أمرأة دخل بها بعد خديجة .(4)
        قال : ابن سعد : أسلمت سودة وزوجها ؛ فهاجرا إلى الحبشة ، وعن بكير بن الأشج : أن السكران قدم من الحبشة بسوة ، فتوفي عنها. فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم . (5)
 
خطبتها: وزواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم .
        تقدم بعض من حديث الإمام أحمد في ترجمة عائشة : إنه  لمّا هلكت خديجة  جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون : فقالت يارسول الله ألا تزوج ؟ قال:(( من ؟)) قالت: إن شئت بكراً ، وإن شئت ثيباً ، قال فمن البكر ؟ قالت: ابنة
أحب خلق الله ـ عزوجل ـ إليك عائشة  بنت أبي بكر. قال:(( ومن الثيب؟)) قالت: سودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول ، قال:(( فاذهبي فاذكريهما علي)) . فدخلت بيت أبي بكر (...) إلى أن قالت:  فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت : ماذا أدخل الله ـ عزوجل ـ عليك من الخير والبركة ؟ فقالت : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه ، قالت : وددت ادخلي إلى أبي فاذكري ذاك له ، وكان شيخاً كبيراً قد أدركه السن ، قد تخلف عن الحج ، فدخلت عليه فحييته بتحية الجاهلية ، فقال: من هذه ؟ فقالت: خولة بنت حكيم ، قال: فما شأنك ؟ قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة ، قال: كفء كريم ، ماذا تقول صاحبتك ؟ قالت: تحب ذاك ، قال : ادعها إلي ، فدعيتها ، قال: أي بنية ، إن هذه تزعم أن محمد بن عبدالله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك وهوكفء كريم ، أتحبين أن أزوجك به ؟ قالت: نعم ، قال: ادعيه لي ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فزوجها إياه ، (...) الحديث .  (1)
        قال : ابن كثير : وهذا يقتضي أن عقده على عائشة كان متقدماً على تزويجه بسودة بنت زمعة ولكن دخوله على سودة كان بمكة ، وأما دخوله على عائشة فتأخر إلى المدينة في السنة الثانية .
        وقيل : إن الذي زوجها ، حاطب ، عن بكير بن الأشج : أن السكران قدم من الحبشة بسودة ، فتوفي عنا . فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم . فقالت: أمري إليك . قال : (( مُري رجلاً من قومك يزوجك )) فأمرت حاطب بن عمرو العامري ، فزوجها ، وهو مهاجري بدري . (2)
     قالت : عائشة لمّا كبرت سودة وهبت يومها لي ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لي بيومها مع نسائه . قالت : وكانت أول امرأة تزوجها بعدي. (1)
        روى الواقدي : عن ابن أخي الزُّهري ،عن أبيه ، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة في رمضان سنة عشرٍ من النبوة ، وهاجر بها . وماتت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين . (2)
 
المبحث الثالث : علمها
        قال:  الذهبي  لها أحاديث . وخرّج لها البخاري . وقال : يروى لسودة خمسة أحاديث : منها في الصحيحين : حديث واحد عند البخاري .
        حدث عنها : ابن عباس ، ويحيى بن عبد الله الأنصاري ، .(3)
 
المبحث الرابع : فضائلها
        منها :أنها آمنت بالنبي وبماجاء به واتبعته على دينه كما قالت: خولة بنت  حكيم عند ما عرضتها على النبي صلى الله عليه وسلم  .
        ومنها : أنها ممن أسلم قديماً وأنها ممن هاجر إلى الحبشة .قال : ابن سعد : أسلمت سودة وزوجها ؛ فهاجرا إلى الحبشة ، وعن بكير بن الأشج : أن السكران قدم من الحبشة بسودة، فتوفي عنها.فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم .(4)
        ومنها :  عن عائشة قالت : ما رأيت امرأةً  أحبّ إلي أن أكون في مسلاخها من سودة ،من امرأة ،فيها حدّة فلمّا كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة . (5)
        ومنها : عن الأعمش ، عن إبراهيم ؛ قال : قالت: سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : صليت خلفك الليلة ؛ فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم ، فضحك وكانت تضحكه بالشيء أحياناً . وهذا مرسل ، رجاله رجال الصحيح .
        ومنها:  وأخرج ابن سعد بسند صحيح ، عن محمد بن سيرين  أن عمر[بن الخطاب] بعث إلى سودة بغرارة من دراهم ؛ فقالت: ما هذه؟ قالوا : دراهم . قالت: في غرارة مثل التمر ! ففرقتها . (1)
        ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم فتفرد بها ثلاثة أعوام ؛ وكان قد تزوجها هي وعائشة  في وقتٍ واحد ، ثم دخل بها ،  فتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد وقعة بدر . (2)
   ومنها :حرصها أن تبقى في عصمته  صلى الله عليه وسلم وأن تُبعث في نسائه  فقد أخرج الترمذيُّ عن ابن عباس بسندٍ حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ، ففعل ، فنزلت :{ فَلاَ حُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صَلْحاً والصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء : 128] .(3)
        وقيل : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى سودة بطاقها . فجلست على طريقه ، فقالت: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه ، لم طلقتني ؟ ألموجدة ؟ قال: ((لا)) قالت: فأنشدك الله لمّا راجعتنى ؛ فلا حاجة لي في الرجال ؛ ولكـني أُحبُّ أن أبعث في نسائك . فراجعها . قالت: فإني قد جعلت يومي لعائشة  . (4)
المبحث الخامس : وفاتها
        توفيت سودة بنت زمعة في آخر خلافة عمر بن الخطاب ، ويقال: ماتت سنة أربع وخمسين ورجحه الواقدي وقال : وهذا الثبت عندنا . (5)
 
الفصل الرابع : أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما
المبحث الأول : اسمها ونسبها
اسمها : حفصة بنت  عمر بن الخطاب رضي الله عنهما،الصوّامة القوّامة .
نسبها : هي ابنة أمير المؤمنين  عمر بن الخطاب  بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قُرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشية العدوية.(1)
     وأمها : زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحية . (2)
مولدها : روي أن مولدها كان قبل المبعث بخمس سنين . ورى ابن سعد عن عمر : أن حفصة ولدت إذ قريش تبني البيت . (3)
المبحث الثاني: ملامح من حياتها قبل زواجها بالرسول صلى الله عليه وسلم .
        كانت قبل أن ينزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم عند خُنيس بن خذافة السهمي ، وكان ممن شهد بدراً ، ومات بالمدينة وكان قد أصابه بأحد جراح فمات بها رضي الله عنه . فانقضت عدتُها فعرضها عُمر على أبي بكر فسكت ، فعرضها على عثمان حين ماتت رُقيت بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ماريد أن أتزوج اليوم ، فذكر ذلك عمر لرسول الله صلى عليه وسلم ،فقال: (( يتزوج خفصة من هوخيرٌ من عثمان ويتزوج عثمان من هي خيرٌ من حفصة ))  فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد علي ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر حفصة فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها لتزوجتها . (4)
        تعلمها الكتابة :لمّا أشرق نور الإسلام على مكة ، آمنت مع السابقات وهي في سنٌ مبكرة ، مما ساعدها على تنمية مواهبها ، حيث كانت ذكية النظرات ، تلتهم كل ما تجده من معرفةٍ ، وكانت تحفظ كل ما تسمعه من آي الذكر الحكيم الذي كان يتنزل ندياً على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  ولذلك فإنها اشتاقت إلى معرة الكتابة ، فوافتها بذلك إحدى الصحابيات الفاضلات وشفت ما بنفسها ، وعلّمتها الكتابة ، وهذه المعلمة الكاتبة الفاضلة . هي : الشّفاء بنت عبدالله العدوية القرشية .(1)
زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ودخوله بها :
        لمّا انقضت عدتُها بعد أن  تأيمة ، عرضها عُمر على أبي بكر فسكت ، فعرضها على عثمان حين ماتت رُقيت بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ماريد أن أتزوج اليوم ، فذكر ذلك عمر لرسول الله صلى عليه وسلم ،فقال: (( يتزوج حفصة من هوخيرٌ من عثمان ويتزوج عثمان من هي خيرٌ من حفصة ))  فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد علي ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر حفصة فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها لتزوجتها .(2)
        وتزوج رسول صلى الله عليه وسلم حفصة بعد عائشة .
        وأخر جه ابن سعد قال أبو عبيدة : سنة اثنتين من الهجرة ، وقال غيره : سنة ثلاث ، وهو الراجح ؛ لأن زوجها قُتل بأحد سنة ثلاث . وقيل إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين . قال : الذهبي وعلى هذا يكون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة .  وقيل بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة ثلاث .(3)
        طلاقها  ورجعتها : قال : أبو عمر : طلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم تطليقةً ، ثم ارتجعها ، وذلك أن جبريل قال: له ؛ أرجع حفصة ، فإنها صوّمة قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة . وروى موسى بن علي ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ؛ قال : طلَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛حفصة بنت عمر ، فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه ، وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها ، فنزل جبريل من الغد على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمةً لعمر . رضي الله عنهما . (1)
        وحفصة ، وعائشة ؛ هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم  فأنزل الله فيهما : { إن تَتُوبَا إلى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلوبُكُما . وإن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فإنَّ اللَّه هُوَ مَولاهُ وَجِبْريلُ }...الآية [التحريم : 4]  (2)
        المبحث الثالث :علمها : ذكر الذهبي أن مسندها في كتاب بقي بن مخلد ستون حديثاً ، اتفق لها الشيخان على أربعة أحاديث . وانفرد مسلم بستة أحاديث .
        روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن عمر ،  ورى عنها أخوها عبد الله بن وأبنه حمزة ، وزوجته صفية بنت أبي عبيد ،وغيرهم من الصحابة والتابعين.(3)
 
المبحث الرابع : فضائلها،  لأم المؤمنين حفصة رضي الله عنها بفضائل :
        منها : إنها الصوّامة  القوامة ، وإنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم  في الجنة ، كما أخبره بذلك جبريل عليه السلام في قصة رجعتها ، حين طلقها النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمره  ربه ؛ أن يراجعها حين طلقها . وذلك أن الملك  قال له : أرجع حفصة ، فإنها صوّمة قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة . أخرجه ابن سعد
        ومنها :أنها ابنة عمر الفاروق الذي فرق الله بإسلامه بين الحق والباطل ، والذي ماسلك فجاً إلا سلك الشيطان فجاً غير فجه
        ومنها : أنها كانت هي التي اختيرت من بين أمهات المؤمنين جميعاً وفيهن عائشة ـ  لتحفط أول مصحف خطي للقرآن الكريم ، وعاشت حياتها منفردة  بشرف الأئتمان على دستور الأمة وكتابها الأول ومعجزتة الخالدة ، ومصدر شريعته الراشدة وعقيدته الواحدة . (1)
        ومنها : مارواه  الحافظ  ابن حجر في الأصابة ، بسند فيه الواقدي إلى أبي سعيد المقبري [قال]: ورأيت مروان بين أبي هريرة وأبي سعيد [ الخدري ]أمام جنازة حفصة ، ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عن دار آل حزم إلى دار المغيرة ، وحمل أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها .
        ومنها : أن عمر قدمها على سائر أبنائه وجعلها وصيته . قال : أبو عمر ، أوصى عمر إلى حفصة ، وأوصت ،حفصة إلى أخيها  عبد الله بما أوصى به إليها عمر بصد قةٍ تصدقت بها بالغابة . 
        ومنها : أنها أسلمت في سنٍ مبكر :فعند ما أشرق نور الإسلام على مكة  آمنت مع السابقات وهي في سنٌ مبكرة ، مما ساعدها على تنمية مواهبها ، حيث كانت ذكية النظرات .
        ومنها : إنها كانت قد تعلمت  الكتابة من : الشّفاء بنت عبد الله العدوية القرشية ؛ لأنها كانت  ذكية النظرات ، تلتهم كل ما تجد ه من معرفةٍ .
 
        المبحث الخامس : وفاتها :
توفيت ، لمّا بايع الحسن معاوة ، وذلك في جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين ، وقيل سنة خمس وأربعين  ، بالمدينة ، وصلّي عليها والي المدينة : مروان ، قال : الحافظ  ابن حجر في الأصابة ، بسند فيه الواقدي إلى أبي سعيد المقبري قال : ورأيت مروان بين أبي هريرة وأبي سعيد  [الخدري ]أمام جنازة حفصة ، ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عن دار آل حزم إلى دار المغيرة ، وحمل أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها[ بالبقيع ] . (2)
 
الفصل الخامس : أم المؤمنين أم سلمة بنت أبي أمية رضي الله عنها.
المبحث الأول : سمها ونسبها
        اسمها : هند بنت أبي أمية بن المغيرة ، السيدة المحجبة الطاهرة .
        وكنيتها :  أم سلمة ؛ كانت تكنى بإبنها : سلمة ؛ حيث كان لها من الولد : سلمة ،و عمر ، وزينب .
        نسبها : هي ابنة أبي أمية وأميه خذيفة ، وقيل سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مُرّة ، المخزومية ؛ بنت عم خالد بن الوليد ، سيف الله ، و بنت عم أبي جهل.
        وكان أبوها سيدٌ من سادات مخزوم وجوادٌ من أجواد العرب حتى كان يلقب زاد الراكب ؛ لأنه كان إذا سافر لم يحمل أحدٌ معه من رفقته زاداً ، بل هو كان يكفيهم  ، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكنانية من بني فراس . (1)
 
المبحث الثاني : ملامح من سيرتها قبل البيت النبوي :
        اسلمت أم سلمة مع زوجها قديما فكانت من السابقات إلى الإسلام ثم هاجرة مع أبي سلمة عبد الأسد وهو ابن عمها إلى الحبشة ، فراراً بدينها ، تاركة خلفها المال ، والأهل والوطن ،وولدت في الحبشة أبنها : سلمة ، الذي كانت تكنا به هي وزوجها .
        وبعد تمزيق صحيفة المقاطعة ، وإسلام حمزة بن عبد المطلب ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ،  عاد الزوجان  إلى مكة مع العائدين من الحبشة .
        ولمّا  أذن  النبي صلىالله عليه وسلم  في الهجرة إلى المدينة بعد بيعة العقبة الكبرى ، أجمع أبو سلمة أمره على الهجرة بأهله ، بكانت قصة مأساة بالغة نترك فيها الحديث لأم سلمة رضي عنها تحدثنا بلسانها عن مراحل تلك الهجرة .
 
        قالت  أم سلمة : (( لمّا أجمع أبو سلمة على الخروج إلى المدينة رحل  بعيره ، ثم حملني عليه ، وحمل معي ابني سلمة في حجري ، ثم خرج بي يقود بعيره ، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه  فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأت صاحبتنا هذه ؟ علام تنركك تسير بها في البلاد ؟ .
        قالت: فنزعووا خطام البعير من يده وأخذوني ،فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى ولدنا سلمة وقالوا : رهط زوجي ، لاوالله لانترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا . فتجابذوا ابني سلمة حتى خلعوا يده ، وانطلق به رهط أبيه ، وحبسني بنو المغيرة عندهم .
        ومضى زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة فراراً بدينه ونفسه...
        وفي لحظاتٍ وجدت نفسي ممزقة الشمل وحيدة فريدة حيث فُرِّق بيني وبين زوجي وبين ابني في ساعة .
        ومنذ ذلك اليوم جعلت أخرج كل غداة إلى الأبطح فأجلس في المكان الذي شهد مأساتي ، وأستعيد صورة اللحظات التي حيل فيها بيني وبين زوجي وبين ولدي، وأظل  أبكي حتى يخيم عليّ الليل .
        وبقيت على ذلك سنة أو قريباً منها حتى مرَّ رجل من بني عمي فرَّق لحالي ورحمني فقال بني قومي : ألا ترحمون هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها . ومازال بهم يستلين قلوبهم حتى قالوا لي الحقي بزوجك إن شئت.
        وردّ عليّ بنو عبد الأسد عند ذلك ابني . فرحلت بعيري ، ووضعت ابني في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي أحد من خلق الله .
        حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة فقال: إلى أين يا بنت زاد الراكب ؟  فقلت : أريد زوجي بالمدينة ، قال : أو ما معك أحد ؟ ، فقلت : لا والله إلا الله ثم ابني هذا ، فقال : لا والله لا أتركك حتى تبلغي المدينة .
        وأخذ بخطام بعيري فانطلق معي يقودني ، فو الله ماصحبت رجلاً من العرب أراه كان أكرم منه ولا أشرف !
        كان إذا بلغ منزلاً من المنازل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها ، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري  فأعده ورحله ، ثم اسأخر عني وقال: اركبي .
        فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه وقاده ... فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة ، فلما نظر إلى قرية بني عمر بن عوف بقباء ، وكان بها منزل أبي سلمة في مهاجره  قال: إن زوجك في هذه القرية ، فادخليها على بركة الله ، ثم انصرف راجعاً إلى مكة )). (1)
         و كانت أم سلمة أول ضعينة دخلت المدينة ، كما كانت من المهاجرين الأوائل إلى الحبشة (2)
        وهكذا إلتم شمل أسرة أبي سلمة في المدينة  .
        ولمّا مات زوجها  أبو سلمة ، متأثراً بجراحه التي أصابته في أحد في السنة الرابعة من الهجرة .
        وعندما كانت أم سلمة تمرض زوجها أبو سلمة ، قالت : أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة ، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها ؛ فتعال أُعاهدك أن لاأتزوج بعدك ولا تتزوج بعدي ؛ قال: أتطيعيني ؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك . قال : فإذا متُّ فتزوجي . ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلاً خيراً مني ، لا يخزيها ولا يؤذيها . قالت: فلما مات قلتُ : من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة ، فلبثت مالبثت ، ثم تزوجني رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم .
        وفي الصحيح عن أم سلمة ـ أن أبا سلمة قال: قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم : (( إذا أصاب أحدكم مصيبةٌ فليقل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها )) ، وأردت أن أقول : ((وابدلني خيراً منها )) ،  فقلت: من هو خير من أبي سلمة ؟ فما زلت حتى قلتها [وذلك لمّا مات أبوسلمة ]  فأبدلني الله برسول الله صلى عليه وسلم . (1)
        وعن أم سلمة ، قالت : لما توفي أبو سلمة ، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم،فقلت : كيف أقول ؟ قال: (( قولي : اللهم اغفر لنا وله وأعقبني منه عقبى صالحة )) فقلتها فأعقبني الله محمد صلى الله عليه وسلم . (2)
 خطبتها  وزواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم :
        أخرج ابن أبي عاصم ، من طريق عبد الواحد بن أيمن ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أم سلمة قالت: لما خطبني النبي صلى الله عليه وسلم قلت له : فيّ خلالٌ ثلاث : أما أنا فكبيرة السنّ ، وأنا امرأةٌ معيل ، وأنا امرأة شديدة الغيرة . فقال : (( أنا أكبر منك . وأما العيال فإلي الله . وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك )) ، فتزوجها : فلما دخل عليها قال : (( ليس بك على أهلك هوانٌ، إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لنسائي وإن شئت ثلاثاً )) قالت: ثلاثاً . (3)
        قال: الذهبي عن عفان : حدثنا حماد : حدثنا ثابت : حدثني ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه : أن أم سلمة لما انقضت عدتُها ، خطبها أبو بكر ،فردته ؛ثم عمر ، فردته . فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت: مرحباً ، أخبر رسول الله أني غيرى ، وأني مصبية ، وليس أحدٌ من أوليائي شاهداً .
        فبعث إليها : (( أما قولك : إني مصبية ؛ فإن الله سيكفيك صبيانك . وأما قولك : إني غيرى ، فسأدعو الله أن يذهب غيرتك ، وأما الأولياء ؛ فليس أحدٌ منهم إلا سيرضى بي )) ، قالت: ياعمر ، قم فزوج رسول الله . وعمر هو ابنها (4)
 
        المبحث الثالث علمها : يبلغ مسندها  ثلاث مئة وثمانية وسبعين حديثاً ، اتفق لها البخاري ومسلم علىثلاثة عشر ،  وانفرد  البخاري بثلاثة ،  ومسلم بثلاثة عشر
        روت عن النبي صلى الله عليه وسلم  كثير اً ، وعن أبي سلمة ، وروى عنها أولادها  : عمر ، وزينب ، وبن عباس ، وعائشة ، وأبو سعيد الخدري ،كما روى عنها : سعيد بن المسيب وشقيق بن سلمة  ، والأسود بن يزيد ، والشعبي ، وأبو  صالح السمان ، ومجاهد ، ونافع بن جبير بن مطعم ، ونافع مولاها ، ونا فع مولى ابن عمر وعطاء بن أبي رباح  وشهر بن حوشب ، وابن أبي مليكة ، وخلق كثير . (1)
 
المبحث الرابع فضائلها :لأم المؤمنين أم سلمة فضائل كثيرة :
        منها : أنها ممن أسلم قديما  ومن مهاجرة الحبشة الهجرة الأولى وعادة
              مع زوجها أبو سلمة بعد نقض الصحيفة
ومنها : إنها كانت أم سلمة أول ضعينة دخلت المدينة ، كما كانت من
              المهاجرين الأوائل إلى الحبشة .(2)
ومنها : علمها بالحديث فقد بلغ مسندها  ثلاث مئة وثمانية وسبعين حديثاً.
ومنها : وفاءها بزوجها  أبو سلمة حيث كانت تقول : تعال أُعاهدك أن لاأتزوج 
              بعدك. 
ومنها : أن أبا سلمة دعا لها فقال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلاً خيراً مني ، لا يخزيها ولا يؤذيها . قالت: فلما مات قلتُ : من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة ، فلبثت مالبثت ، ثم تزوجني رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم . (3)
المبحث الخامس وفاتها :
        عمرت أم سلمة رضي الله عنها حتى  بلغها مقتل الحسين بن علي الشهيد فوجمت لذلك وغشي عليها وحزنت عليه كثيراً ، ثم لم تلبث بعده إلا يسيراً ، وانتقلت إلى رحمة الله تعالى ، سنة ستين وقيل إحدى وستين فالله أعلم .
        وقيل إنها أوصت أن يصلي عليها أبو هريرة رضي الله عنهما ، ودفنت بالبقيع إلى جانب أمّهات المؤمنين وأهل البيت النبوي الأطهار . (1)
الفصل السادس : أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية رضي الله عنها
المبحث الأول : اسمها ونسبها
        اسمها : زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر الأسدية ؛ كان اسمها برّة فلما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سمّاها زينت .
        كنيتها : أم المساكين ؛ لما لها من اليد الطولى في الصدقة والإحسان على المساكين وذوي الأرحام .
        نسبها :هي ابنة جحش بن رئاب بن يعمر السدي ، وأمها : أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم فهي يجتمع نسبها من أمها  مع نسب النبي صلى الله عليه وسلم في عبد المطلب فهي أقرب نسائه إليه نسباً (1)
        روي عن عائشة قالت: كانت زينب بنت جحش تُساميني في المنزلة عند رسول الله صلى عليه وسلم ؛ مارأيتُ امرأةً خيراً في الدّين من زينب ، أتقى لله وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة  رضي الله عنها . (2)
        مولدها : كان مولد زينب بنت جحش في مكة المكرمة ، ويبدو أنها ولدت قبل الهجرة بأكثر من ثلاثين سنة .(3)
        قال : الحافظ ابن حجر في الأصابة ؛ تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث ، وقيل سنة خمس ، وروى عن الواقدي قال: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت خمس وثلاثين سنة وماتت سنة عشرين ، وهي بنت خمسين . (4)
 
المبحث الثاني : ملامح من سيرتها قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
        كانت أم المؤمنين زينب بنت جحش من السابقين إلى الإسلام بعد أن أخذ النبي صلىالله عليه وسلم يدعوا عشيرته الأقربين كانت ممن استجاب له  فآمنت وصدّقت بما أنزل الله عزوجل على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وكانت امرأة سبّاقة إلى الخيرات
        نشأتها : أنعم الله عليها بالجمال ،  والحسب الرفيع ، والنسب الأصيل ، فكانت من علية نساء قريش ومن أفضل نساء مكة ومن حولها :
        فكان من أخوالها سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ؛ أسد الله وأسد رسوله وكذلك العباس بن عبد المطلب ، وخالتها صفية بنت عبد المطلب الهاشمية أم الزبير بن العوام حواري الرسول  صلى الله عليه وسلم.
        وأخوها : عبد الله بن جحش الأسدي ، أحد فرسان مدرسة النبوة الأطهار وأحد الشهداء الأبرار . (1)
        كانت هي وأسرتها من المهاجرين الأول إلى المدينة ؛ يقول أحمد خليل جمعة في كتابه نساء أهل البيت ،إن أسرتها هاجرة بأكملها رجالاً ونساءً وأن دارهم بقية خالية .
      ولما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم  لمولاه زيد بن حارثة (حبُّ رسول الله ) كانت زينب وأهلها كارهين لذلك ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رضيته لك ،فقالت: يارسول الله لكني لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قومي وبنت عمتك فلم أكن لأفعل ، فنزل قوله تعالى : { وماكان لمؤمنٍ ولامؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً} وتزوجت زيد  طاعةً لأمر لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإلزاماً بالمبدأ الإسلامي الذي لايتفاضل فيه الناس إلا بالتقوى . (2)
زواجها : بالنبي صلى الله عليه وسلم
        كانت كما تقد م عند مولاه زيد بن حارثة ، وهي التي يقول الله فيها {وإذ تقول اللذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه . فلمًّا قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها لكى لايكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيآئِهم إذا قضواْ منهنَّ وطراً وكان أمرُالله مقعولاً } [سورة الأحزاب آية 37] . فزوجها الله تعالى بنبيه بنص كتابه ، بلا ولي ولاشاهد. فكانت تفخر بذلك علىأمهات المؤمنين ، وتقول زوّجكنَّ أهاليكنّ وزوجني الله من فوق عرشه . (1)
        ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن ابن سعد بسندٍ قوي وصححه الحاكم عن سليمان بن المغيرة  عن ثابت عن أنس : أن رسو ل الله صلى الله عليه وسلم قال  لزيد : (( اذكرها عليَّ )) قال : فانطلقت ، فقلت لها : يازينب ، أبشري ، فإن رسول الله أرسل يذكرُك . قالت: ما أنا بصانعة شيئاً حتى أُؤامر ربي . فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن ، وجاء رسول الله صلى الله على وسلم ، فدخل عليها بغير إذن . (2)
        وروي عن عمرة عن عائشة قالت: يرحم الله زينب لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لايبلغه شرف ، إن الله زوجها ، ونطق به القرآن ، وإن رسول الله قال لنا : (( أسرعكنّ بي لحوقاً أطولُكُنّ باعاً )) فبشرها بسرعة لحوقها به ، وهي زوجته في الجنة .
        وفي رواية عن عائشة : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه : (( يتبعني أطولكنّ يداً )) فكنا إذا اجتمعنا بعده نمدُّ أيدينا في الجدار ، نتطاول ؛ فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب ، وكانت امرأةً قصيرةً لم تكن ـ رحمها الله ـ اطولنا ؛ فعرفنا إنما أراد الصدقة . (3)
        وقالت: عائشة أيضاً عنها (( ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب ، وأ تقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يتصدق به ويتقرب به إلى الله عزوجل )) . وكانت رضي الله عنها كريمة خيرة تصنع بيديها ما تحسن صنعته ؛ فـتدبع وتخرز وتتصدق في سبيل الله على المساكين .
        وسُمعتْ عائشة  تقول : حين بلغها نعي زينب : (( لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل)) . (1)
 
البحث الثالث علمها :
مسندها أحد عشر حديثاً، اتفق البخاري وسلم  لها على حديثين.(2)
        ويلاحظ: أن أم المؤمنين زينب ، كانت مشهورة بالورع والكرم أكثر من شهرتها بالعلم لأن مسندها لم يتجاوز أحد عشر حديثاً فقط .
        فعن عبد الله بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر : (( إن زينب بنت جحش أواهة )) قيل : يارسول ما ألأوّاهة ؟ قالك (( الخاشعة ، المتضرّعة )).
        وسمعت عائشة  تقول : حين بلغها نعي زينب : (( لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل )) . (3)
 
المبحث الرابع: فضائلها الذي اشتهرة بها  مايلي :
        منها :  أنها أشرف النساء ولياً وسفيراً فقد  زوجها الله من فوق سبع سماوات بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ونطق به القرآن الذي نزل به جبريل عليه السلام بدون ولي ولاشاهد ،  وكانت تفخر بذلك فتقول : زوّجكنَّ أهاليكنّ وزوجني الله من فوق عرشه ، وكانت تقول : أنا أشرفكن ولياً وسفيراً ، وتعني بالسفير جبريل عليه السلام.
        ومنها:  إنها ذات نسباً عريق فهي أقرب أمهات المؤمنين نسباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ هي ابنة عمته ، أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم فهي يجتمع نسبها من أمها  مع نسب النبي صلى الله عليه وسلم في عبد المطلب فهي أقرب نسائه إليه نسباً (1) 
        كما كان من أخوالها سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ؛ أسد الله وأسد رسوله وكذلك العباس بن عبد المطلب ، وخالتها صفية بنت عبد المطلب الهاشمية أم الزبير بن العوام حواري الرسول  صلى الله عليه وسلم.
        وأخوها : عبد الله بن جحش الأسدي ، أحد فرسان مدرسة النبوة الأطهار وأحد الشهداء الأبرار.  
        ومنها : أنها كانت سبب نزول آية الحجاب فقد نزلت صبيحت ،عرس أم  المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ؛ وسبب ذلك  أنه لمّا دعى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة لوليمة الزواج حين بنى بزينب وكانت الوليمة خبز ولحم وبعد أن أكل القوم بقي ثلاثة نفر يتحدثون في بيت النبي صلى الله عليه وسلم والنبي يستحيي منهم فلمّا قاموا نزل قوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعامٍ عير ناطرين إناه ولكن إذا دُعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديثٍ إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لايستحي من الحق ...} الآية [الأحزاب آية 53]
        ومنها: أنها من السابقات إلى الإسلام ومن أول المهاجرين إلىالمدينة مع كامل أسرتها رجال ونساء حيث بقيت دار آل جحش في مكة  خالية من أهلها .
        ومنها : أنها ذات اليد الطولى على المساكين والأرامل فكانت تعمل وتتصدق على المساكين وبذلك كانت تكنى  بأم المساكين .
        ومنها : أنها أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقاً به ، وروي عن عمرة عن عائشة قالت: يرحم الله زينب لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لايبلغه شرف ، إن الله زوجها ، ونطق به القرآن ، وإن رسول الله قال لنا : (( أسرعكنّ بي لحوقاً أطولُكُنّ باعاً )) فبشرها بسرعة لحوقها به ، وهي زوجته في الجنة .
 
المبحث الخامس: وفاتها :
         توفيت سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
        قال الواقدي : تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي ابنت خمس وثلاثين سنة وماتت سنة عشرين وهي بنت خمسين ، وقيل ثلاثاً وخمسين . (1)
        وكانت أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسل  لحوقاً به .
        وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ومشى في جنازتها وقام على قبر ها ، وشيعها أهل المدينة  ودفنت في  بالبقيع .
        وقيل أن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها  قد أوصت أن تحمل على سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجعل عليه نعش . وقيل : إنها أول امرأة جعل عليها النّعش
        وقيل : أن أسماء بنت عميس قالت: لعمر رأيت أهل الحبشة يصنعونه لنسائهم  فصنعت لزينب نعش وغطتها بثوب ؛ فلمّا نظر إليه عمر قال : ما أحسن هذا ! ماأسترهذا ! . (2)
 
 
 
                                        الخاتمة
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين    
أ       مابعد: فهذه الخاتمة خلاصة للبحث المتعلق بأمهات المؤمنين أجمالاً مع التفصيل في خمس منهن : قسمت البحث إلى ستة فصول  على النحوالتالي : 
الفصل الأول: مهدت للبحث بترحمة عامة مختصرة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وسراريه ؛ذاكراً اسمها ونسبها ومن كانت عنده قبل النبي صلى الله عليه وسلم: تبين من خلالها أن النبي صلى الله عليه  تزوج خمس عشرة امرأة دخل منهن بثلاث عشرة وجمع بين إحدى عشرة امرأة ومات عن تسع منهن وكان له من السراري مارية القبطية وريحانة بنت زيد .
ثم بينت أهداف النبي صلى الله عليه وسلم من تعدد زوجاته وأن ذلك كان لغايات وأهداف سامية لم يصل إليها غيره ، ولم يكن هدفه الشهوة المجردة ؛ لأنه لم يعدد إلا بعد بلوغه سن الشيخوخة  بعد أن تجاوز الخمسين من عمره .
الفصل الثاني : أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق فيه خمسة مباحث ؛ بحثت فيها : اسمها،وكنيتها ،نسبها ، وولادتها ، زواجها بالنبي وهي صغيرة  ، وعلمها ، وبعض فضائفلها ، ووفاتها .
الفصل الثالث : سودة بنت زمعة رضي الله عنها في خمسة مباحث ؛ بحثت فيها اسمها ، ونسبها ، وملامح من حياتها قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، وزواجها بالبي صلى الله عليه وسلم ، وعلمها،وأهم فضائلها ، ثم وفاتها،
الفصل الرابع : أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ، بحثت فيه
اسمها ، ونسبها ، ومولدها ، وملامح من حياتها قبل النبي صلىالله عليه وسلم ، وزاجها بالنبي ، وعلمها ، وفضائلها ،ثم وفاتها :
الفصل الخامس : أم المؤمنين أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية رضي الله عنها بحثت فيه اسمها ، وكنيتها ، ونسبها ، وملامح حياتها قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، وزواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، و علمها ، وفضائلها ، ووفاتها .
الفصل السادس : أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية رضي الله عنها بحثت فيه اسمها ، وكنيتها ، ونسبها ، ومولدها ، وملامح من حياتها قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعلمها ، وفضائلها ووفاتها .
        وبعد هذا تبين لنا أن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، كنّ من أطهر النساء ومن أشرف النساء نسباً وكرماً وعلماً ،وأن الله اختارهنّ لنبيه صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه { الطيبات للطيبين } فهنّ الطاهرات المطهرات من رذئلة .
        كما تبين أن النبي صلى الله عليه لم يتزوج لمجرد رغبة الإتصال الجنسي وإنما كان لأهداف سامية وغايات شريفة لم يسم إليها غيره وأن من الأهداف الذي كان من أجلها ، تعددت زوجاته :
أولاً : الأهداف التعليمية ،والتشريعية ، واجتماعية ، وسياسية .
        وهكذا ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير الله ، ولا بدون إذن من الله ورضاه .
        وبعد فهذا جهد المقل ؛ بذلت في قصارى جهدي وعصارة فكري والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل .
 
فالحمد الله أولاً وآخراً ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أحجمعين .
 
 
 
                                                        الطالب : جبر بن عطيه البجالي





(1) هذا الحبيب يامحب ، أبي بكر الجزائري ص482 ،


(1) هذا الحبيب يامحب ، أبي بكر الجزائري ص482 ،


(1) شبهات وأباطيل حول تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، للدكتور : محمد على الصابوني ص 13 فمابعد مع تصرف .


(1) الإصابة ص232 جـ 8

(2) سير أعلام النبلاء ، للإمام الذهبي ص 135 جـ 2


(3) الإصابة  للحاقظ ابن حجر ص 131 جـ 8 ، البدية والنهاية لأبن كثير ص106 جـ 3 وسير أعلام النبلاء ص135 جـ 8 2

(4) سير أعلام النبلاء  للإمام الذهبي ص 141جـ 2

(1) مسند الإمام أحمد رقم 25823 مسند عائشة ص235، جـ6،ط دار الكتب العلمية ، و البداية والنهاية ، للحافظ ابن كثير        ص 105 جـ 3 ، والإصابة ص232جـ 8

(2) البداية والنهاية ، للحافظ ابن كثير ص 105، 106 جـ 3


(3) سير أعلام النبلاء  للإمام الذهبي ص148 جـ 2


(4) سير أعلام النبلاء  ، للإمام الذهبي  ص 135، 139، 140. جـ2


(1) سير أعلام النبلاء ص 197 جـ 2


(2) الإصابة  ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ص 233 جـ 8


(1) الإصابة  للحا فظ ابن حجر ص233،234 جـ 8 ، وسير أعلام النبلاء ص 145، جـ 2


(1) سير أعلام النبلاء ، للذهبي  ص141،142 جـ 2 ، والبداية والنها ية لابن كثير ص104 جـ 3


(2) سير أعلام النبلاء ، للذهبي ص 142 جـ 2


(3) سير أعلام النبلاء ص 146، جـ 2


(4) سير أعلام النبلاء ص 140، جـ 2 ، والبداية والنها ية لابن كثير ص104 جـ 3


(1) سير أعلام النبلاء ص 169، جـ 2.


(2) الإصابة  للحا فظ ابن حجر ص233، جـ 8


(1) الأصابة ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ص 234 جـ 8


(2) الأصابة ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ص 235 جـ 8


(1) الإصابة ، للحافظ ابن حجر ص196 جـ 8 ، وسير أعلام النبلاء ص 265 جـ 2 .


(2) وسير أعلام النبلاء ص 265 جـ 2 .


(3) الإصابة ، للحافظ ابن حجر ص196 جـ 8


(4) الإصابة ، للحافظ ابن حجر ص196 جـ 8


(5) وسير أعلام النبلاء ص 267 جـ 2 .


(1) مسند الإمام أحمد رقم 25823 مسند عائشة ص235، جـ6،ط دار الكتب العلمية .


(2) سير أعلام النبلاء ص 267 جـ 2


(1) البداية والنهاية ، للحافظ ابن كثير ص 105، 106 جـ


(2) وسير أعلام النبلاء ص 267 جـ 2 .


(3) وسير أعلام النبلاء ص 267 جـ 2


(4) وسير أعلام النبلاء ص 267 جـ 2 .


(5) سير أعلام النبلاء ص 266 جـ 2 .


(1) الإصابة للحافظ بن حجر ص197، جـ 8 .


(2) سير أعلام النبلاء ص 141 ،جـ 2 مع تصرف


(3) الإصابة للحافظ بن حجر ص197، جـ 8 


(4) وسير أعلام النبلاء ص، 267 ،جـ 2 .


(5) الإصابة للحافظ بن حجر ص197، جـ 8 ، وسير أعلام النبلاء ص266،267 ،جـ 2


(1) تاريخ الخلفاء الراشدين للسيوطي ، ترجمة عمر ص101، وسير أعلام النبلاء ص 227 جـ 2 ، و الإصابة ص 85جـ8 .


(2) الإصابة ص381جـ 4 ـ 163جـ 8.


(3) سير أعلام النبلاء ص ،227،230  جـ 2.


(4) الإصابة ص 85جـ8 ،  وسير أعلام النبلاء ص 228 جـ 2.


(1) نساء أهل البيت ، أحمد خليل جمعة ص191.


(2) الإصابة ص 85جـ8 ،  وسير أعلام النبلاء ص 228 جـ 2


(3) الإصابة ص 86 حـ 8 ، و سير أعلام النبلاء ص 230جـ 2 .


(1) الإصابة ص 86 حـ 8 ، و سير أعلام النبلاء ص 228 ، 229جـ 2 .


(2) و سير أعلام النبلاء ص 229جـ 2 .


(3) الإصابة ص 86 حـ 8 ، و سير أعلام النبلاء ص 230 ، جـ 2 .


(1) نساء حول الرسول ، محمود الأستمبولي ومصطفى الشلبي ص 66.


(2)  الإصابة ص 86 حـ 8.


(1) سير أعلام النبلاء  للذهبي ص 201 جـ 2. ، والإصابة للحافظ بن حجر ص 342 جـ 8 .


(1) نساء حول الرسول ، محمود الأسنبولي ص70 ، وصور من حياة الصحابة مقرر الصف الأول المتوسط ص 89 ، ونساء أهل  البيت ، أحمد خليل جمعة ص 236.


(2) نساء حول الرسول ، محمود الأسنبولي ص71 ، والأصابة للحافظ ابن حجر  ص 342 جـ 8 .


(1) والأصابة للحافظ ابن حجر  ص 343 جـ 8 ، وسير أعلام النبلاء ص 203جـ 2 .


(2) سير أعلام النبلاء ص 207جـ 2 .


(3) والأصابة للحافظ ابن حجر  343 جـ 8 ، وسير أعلام النبلاء ص 203جـ 2 .


(4) سير أعلام النبلاء ، للذهبي  ص 203جـ 2 .


(1) والأصابة للحافظ ابن حجر  ص 344 جـ 8 ، وسير أعلام النبلاء ص 202 ، 210 جـ 2.


(2) نساء حول الرسول ، محمود الأسنبولي ص71 ، والأصابة للحافظ ابن حجر  ص 342 جـ 8 .


(3) والأصابة للحافظ ابن حجر  ص 343 جـ 8 ، وسير أعلام النبلاء ص 203جـ 2 .


(1) نساء أهل البيت ،أحمد خليل جمعة ص 270، الأصابة ص 344 جـ 8 ، اعلام النبلاء ص 210 جـ 2 .


(1) الأصبة ص 153جـ8 ، أعلام النبلاء ص 211جـ2 ، نساء حول الرسول ص 78 ، نساء أهل البيت ص 274.


(2) أعلام النبلاء ص 213ـ 214جـ 2 ؛  قال : خرجه  مسلم في الفضائل من طريق الزهري ، وأحمد عن الزهري


(3) نساء أهل البيت ، أحمد خليل جمعة ص 275.


(4) الأصابة  للحافظ ابن حجر العسقلاني ، ص 153ـ155جـ 8 .


(1) نساء أهل البيت ص275 .


(2) نساء حول الرسول ص 88 .


(1) أعلام النبلاء ص 212جـ 2 ، نساء حول الرسول ص88-89


(2) أعلام النبلاء ص 217 جـ 2 .


(3) ) أعلام النبلاء ص 212 ـ 216 جـ 2.


(1) نساء حول الرسول ص89.


(2) أعلام النبلاء ص 218 جـ2.


(3) أعلام النبلاء ص 217 جـ 2 ،  نساء حول الرسول ص89 .


(1) الأصبة ص 153جـ8 ، أعلام النبلاء ص 211جـ2 ، نساء حول الرسول ص 78 ، نساء أهل البيت ص 274.


(1) الإصابة ص 155 جـ 8 .  ، نساء أهل البيت ص 313 ، إعلام النبلاء ص 212 جـ 2 .


(2) نساء أهل البيت ص 313 ، نساء حول الرسول ص 90.
 
 

                                            فهرس

الموضوع                                                                      الصفحة

 1ـ المقدمـــــــــة ............................................................1
2ـ الفصل  الأول : زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأهدافه من التعدد.......3
3ـ المبحث الأول : ترجمة عامة ومختصرة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم .....3
4ـ المبحث الثاني : أهداف النبي صلى الله عليه وسلم تعدد الزوجات ..........5
5ـ من أهدافه : الأهداف التعليمية ، و التشريعية ، والأجتماعية ، والسياسية ..6
6ـ الفصل الثاني : أم المؤمنين عائشة .....................................7
7ـ المبحث الأول : اسمها ، وكنيتها ، ونسبها .............................7
8 ـ البحث الثاني : زواجها بالنبي صلىالله عليه وسلم......................8
9ـ دخوله بها صلى الله عليه وسلم  في المدينة............................9
10ـ المبحث الثالث : علمها .........................................9
11ـ المبحث الرابع فضائلها ........................................11
12ـ ملخص لبعض فضائلها .......................................13
13ـ المبحث الخامس : وفاتها .....................................14
45ـ الخاتمة .....................................................35
46ـ قا ئمـــــــــة المصادر ............. .............................37
47ـ الفهرس....................................................37